-

نصائح للأمهات لتأهيل الأطفال للامتحانات

نصائح للأمهات لتأهيل الأطفال للامتحانات
(اخر تعديل 2025-04-23 13:19:47 )

نصائح للأمهات لتأهيل الأطفال للامتحانات

تعتبر الامتحانات المدرسية من أبرز التحديات التي يواجهها الأطفال في بداية مشوارهم الدراسي، خاصة عندما تكون هذه التجربة هي الأولى لهم. ولا تقتصر آثار هذه التجربة على التحصيل الأكاديمي فحسب، بل تمتد أيضًا إلى التأثير النفسي والعاطفي. مما يستدعي من الأمهات دورًا محوريًا في تأهيل أبنائهن لهذه المرحلة.

يتطلب هذا التأهيل ليس فقط التحفيز والدعم، بل أيضًا غرس الثقة بالنفس وتقديم الأمان العاطفي، بالإضافة إلى التعامل الواعي مع مشاعر القلق والتوتر.

تشير الدكتورة عبلة إبراهيم، أستاذة التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، إلى أن التعامل مع تجربة الامتحانات الأولى يتطلب من الأمهات وعيًا نفسيًا وتربويًا. فالدعم العاطفي، والتنظيم العملي، وخلق بيئة تعليمية ممتعة وآمنة، كلها عناصر قادرة على تحويل هذه التجربة إلى نقطة انطلاق إيجابية في حياة الطفل التعليمية.

الأم الواعية لا تركز فقط على الدرجات، بل تسعى إلى بناء شخصية متزنة، قادرة على مواجهة التحديات بثقة وهدوء، وتحويل كل تجربة جديدة إلى فرصة للنمو والتعلم.

نصائح للأمهات لدعم الأطفال مع الامتحانات لأول مرة

في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة عبلة مجموعة من النصائح العملية والنفسية التي تساعد الأمهات في تجهيز أطفالهن للامتحانات الأولى بطريقة فعالة وناجحة.

أولًا: التهيئة النفسية والوجدانية

1. الحديث الإيجابي عن الامتحانات: يجب على الأم البدء في تهيئة طفلها نفسيًا من خلال الحديث الإيجابي والمطمئن عن الامتحانات، مع تجنب الكلمات التي قد تثير الخوف أو الضغط. من الأفضل استخدام عبارات تشجيعية مثل: "أنا فخورة بك لأنك تحاول"، و"كلنا نتعلم من أخطائنا"، و"الامتحان هو وسيلة لنرى مدى فهمنا، وليس مقياسًا لقيمتك".

2. تفريغ مشاعر القلق: من الطبيعي أن يشعر الطفل بالتوتر، وهنا يأتي دور الأم في السماح له بالتعبير عن مشاعره دون تقليل من شأنها. يمكنها مشاركته بعض الذكريات الشخصية عن أول امتحاناتها، مما يشعره بأنه ليس وحده وأن القلق طبيعي لكنه لا يجب أن يمنعه من المحاولة.

3. تعزيز الثقة بالنفس: من خلال تكرار الجمل الإيجابية مثل "أنت ذكي" و"أنا أرى مدى اجتهادك في المذاكرة"، تساهم الأم في بناء ثقة الطفل بنفسه. كما يمكن استخدامها أسلوب المكافأة الرمزية على المحاولات، وليس فقط على النتائج.

ثانيًا: التنظيم والاستعداد العملي

4. إنشاء جدول مذاكرة بسيط: من المهم مشاركة الطفل في وضع جدول مذاكرة يومي، بحيث يكون بسيطًا ومتوازنًا، ويحتوي على فترات راحة ونشاطات يحبها الطفل. يجب تجنب المبالغة في ساعات المذاكرة التي قد تؤدي إلى الملل والإرهاق.

5. استخدام وسائل تعليمية ممتعة: في المرحلة الابتدائية، يكون الطفل ميالًا للأنشطة الحسية والمرئية. لذا، يمكن استخدام البطاقات الملونة، الألعاب التعليمية، أو فيديوهات مبسطة للشرح. كما يمكن تحويل المعلومات إلى أغاني أو قصص لتسهيل الحفظ.

6. محاكاة جو الامتحان: قبل موعد الامتحان بأيام، من المفيد تدريب الطفل على شكل ورقة الأسئلة وطريقة الجلوس والانتباه، من خلال إجراء امتحان تجريبي في المنزل. هذه التجربة تقلل من رهبة الامتحان الحقيقي.

ثالثًا: الاهتمام بالعوامل الجسدية

7. التغذية الجيدة والنوم المنتظم: العقل السليم في الجسم السليم، لذلك يجب تقديم وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات والفواكه والخضار، والابتعاد عن الحلويات الزائدة والمشروبات الغازية. كما يجب الحفاظ على وقت نوم كافٍ، لا يقل عن 9 ساعات يوميًا.

8. الراحة والحركة بين المذاكرة: تشجيع الطفل على ممارسة نشاط بدني خفيف بين فترات المذاكرة، مثل اللعب أو المشي، يساعد في تجديد طاقته وتنشيط ذاكرته.

رابعًا: الدعم يوم الامتحان

9. تهيئة صباح هادئ: في يوم الامتحان، يجب أن تسود الأجواء الهدوء مع تقديم فطور صحي، وتحفيز الطفل دون ضغط. من الجيد أن تحضنه الأم قبل دخوله الامتحان وتخبره أنها تحبه بغض النظر عن النتيجة.
المدينة البعيدة مدبلج الحلقة 106

10. استقبال الطفل بعد الامتحان: عند انتهاء الامتحان، على الأم أن تستمع للطفل دون نقد أو لوم، وتظهر تقديرها لمحاولته وتفهمها لتوتره. التقييم يأتي لاحقًا بشكل داعم وتوجيهي.

خامسًا: بعد الامتحانات – ترسيخ المفهوم الصحيح

11. تعليم أن النجاح رحلة وليس هدفًا واحدًا: من المهم تربية الطفل على أن التعلم عملية مستمرة، وأن الفشل لا يُنقص من قيمته، بل يمنحه فرصة للتطور. يجب أن يكون الهدف هو التعلم والاستمتاع بالاكتشاف.

12. الاحتفال بالمجهود وليس النتيجة فقط: تقدير الطفل بعد انتهاء الامتحانات أمر ضروري، سواء أحرز نتيجة مرضية أم لا. تقديم هدية رمزية أو قضاء وقت ممتع معًا يشعره بقيمة جهده، ويحفزه لبذل المزيد مستقبلًا.