تأثير فيروس نقص المناعة على صحتك

فيروس نقص المناعة البشرية: الخطر الصامت

يعتبر فيروس نقص المناعة البشرية من الفيروسات التي تشكل تهديدًا حقيقيًا لجهاز المناعة، مما يجعل محاربة الأمراض أمرًا بالغ الصعوبة. عندما يبدأ الفيروس في إضعاف الدفاعات الطبيعية لجسم الإنسان، تظهر علامات واضحة قد تتوزع في مختلف أنحاء الجسم. لكن، هناك بصيص من الأمل، إذ إذا تم بدء العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في وقت مبكر، قد يتمكن المصاب من تجنب العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالفيروس، وذلك وفقًا لموقع "WebMD" الطبي.

كيف يؤثر فيروس نقص المناعة البشرية على جهاز المناعة؟

يتكون الجهاز المناعي من مجموعة متنوعة من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورًا حيويًا في مقاومة العدوى. يدخل فيروس نقص المناعة البشرية إلى نوع محدد من هذه الخلايا، والمعروفة باسم خلايا CD4، حيث يبدأ في تكرار نفسه، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا. في البداية، يستجيب الجسم بإنتاج المزيد من خلايا CD4، ولكن مع مرور الوقت، يصبح عاجزًا عن مجاراة الفيروس، مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي.

نتيجة لذلك، يصبح الجسم عرضة للإصابة بالأمراض، حتى تلك الناتجة عن الجراثيم الشائعة. تتزايد مدة العدوى وشدتها، مما يجعلها تتكرر بشكل مستمر.

تأثير فيروس نقص المناعة البشرية على العينين

تتفاوت مشاكل العين الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية، فبعضها يمكن أن يكون بسيطًا، بينما يمكن أن يكون الآخر مدمرًا. تشمل المشاكل الشائعة العدوى التي تؤدي إلى نزيف في شبكية العين أو حتى انفصال الشبكية. تشير التقديرات إلى أن حوالي 70% من الأشخاص المصابين بالإيدز غير المعالج يعانون من مشاكل في الرؤية، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب الفيروس المضخم للخلايا.

وغالبًا ما لا تظهر الأعراض حتى تتفاقم الحالة، لذا من الضروري إجراء فحوصات العين بانتظام، خاصةً إذا لاحظ المريض أي من الأعراض التالية:

• رؤية ضبابية أو مزدوجة.
• تشوه في الألوان.
• رؤية بقع غير طبيعية.
• عيون دامعة أو حمراء.
• حساسية مفرطة للضوء.
• ألم في العينين.

تأثير فيروس نقص المناعة البشرية على الجهاز الدوري

تتعدد العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بـمشاكل القلب، ومن الواضح أن فيروس نقص المناعة البشرية يؤثر على جهاز المناعة، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة. حيث أن هذه الالتهابات يمكن أن تكون مسؤولة عن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

بعض الأدوية المستخدمة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية قد تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، كما يمكن أن تسبب مقاومة للأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، والذي بدوره يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. من المهم أن يتبع المصاب نظام غذائي صحي ويُمارس الرياضة بانتظام، مثل المشي السريع لمدة 20-30 دقيقة معظم أيام الأسبوع.
شراب التوت الحلقة 69

تأثير فيروس نقص المناعة البشرية على الكلى

غالبًا ما يرتبط كل من ارتفاع ضغط الدم والسكري بفيروس نقص المناعة البشرية، وكلاهما من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض الكلى. يساعد اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة على الحفاظ على ضغط الدم وسكر الدم ضمن المستويات الطبيعية، مما يسهم في حماية الكلى.

بعض أدوية فيروس نقص المناعة البشرية قد تتسبب في إلحاق الضرر بالكلى، لذا من الضروري أن يقوم الطبيب بفحص الكلى بانتظام، حيث قد لا يشعر المريض بأي أعراض حتى تتفاقم الحالة.

تأثير فيروس نقص المناعة البشرية على الجهاز العصبي

يعاني نصف المصابين بالإيدز تقريبًا من مشاكل عصبية مرتبطة بالفيروس. يمكن أن تؤدي العدوى أو الالتهاب إلى تلف النخاع الشوكي أو الدماغ، مما يؤثر على وظائف الخلايا العصبية. كما يمكن لبعض الأدوية أن تؤثر أيضًا على الجهاز العصبي.

تأثير الفيروس على الدماغ

يمكن أن تتسبب الالتهابات في الدماغ والحبل الشوكي في حدوث ارتباك ومشاكل في التفكير، بالإضافة إلى الضعف والصداع والنوبات ومشاكل في التوازن. في الحالات المتقدمة من الإيدز، قد يعاني المريض من الخرف ومشاكل في الذاكرة.

كما أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية قد تؤثر على الصحة العقلية، حيث يعاني العديد من المصابين من الاكتئاب أو القلق.

تأثير الفيروس على الأعصاب

يمكن أن يهاجم الفيروس الأعصاب، مما يجعل من الصعب التحكم في الأطراف أو المثانة. من الشائع أن تتشكل ثقوب صغيرة في ألياف العمود الفقري عندما لا يحصل الأشخاص المصابون بالإيدز على العلاج المناسب، مما يؤدي إلى صعوبات في المشي.

يؤدي فيروس نقص المناعة البشرية أو الأدوية المستخدمة في علاجه إلى تلف الأعصاب في جميع أنحاء الجسم، مما يسبب اعتلال الأعصاب، والذي قد يتسبب في الشعور بالألم أو الخدر أو الضعف أو الحرقة أو تصلب أو وخز.

لحسن الحظ، يمكن للعلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية أن يقلل من خطر الإصابة بهذه المضاعفات.