-

تعليم الأطفال الصيام في رمضان

تعليم الأطفال الصيام في رمضان
(اخر تعديل 2025-03-10 09:15:28 )

تعليم الأطفال الصيام في رمضان

مع قدوم شهر رمضان المبارك، تبرز تساؤلات عديدة تتعلق بالسن المناسب لبدء صيام الأطفال وكيفية تعويدهم على هذه الفريضة بطريقة صحية وآمنة. تؤكد الدكتورة رانيا نبيل صبري، أستاذة صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث واستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، أن تعويد الأطفال على الصيام يجب أن يتم بشكل تدريجي ومتوافق مع أعمارهم وحالاتهم الصحية، وذلك لكي يتمكنوا من أداء هذه الفريضة دون أن يتعرضوا لأي تأثيرات سلبية على صحتهم أو نشاطهم اليومي.

متى يبدأ الطفل في الصيام؟

توضح الدكتورة رانيا أن الصيام، مثل الصلاة، يحتاج إلى تدريب وتعويد تدريجي. ففي الحديث الشريف، أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتعليم الأطفال الصلاة بدءًا من سن السابعة، وحثّهم عليها بشكل أكثر التزامًا عند بلوغ عشر سنوات. وبناءً على ذلك، يمكن البدء بتعويد الأطفال على الصيام من سن السابعة، ولكن بطريقة تدريجية، بحيث لا يُجبر الطفل على صيام يوم كامل منذ البداية.

يمكن للطفل في هذه المرحلة العمرية أن يبدأ بصيام ساعات محدودة خلال اليوم وفقًا لقدراته الجسدية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يبدأ بصيام 3 إلى 4 ساعات في اليوم ثم يفطر، وبعد ذلك يمكنه المحاولة مرة أخرى لصيام فترة إضافية قبل الإفطار. ومع مرور الوقت، يمكن زيادة ساعات الصيام تدريجيًا حتى يتمكن الطفل عند سن العاشرة من الصيام طوال اليوم، استعدادًا لبلوغ مرحلة فرض الصيام.

شروط صيام الأطفال بطريقة آمنة

لضمان أن يتمكن الطفل من الصيام دون التأثير على صحته، تقدم الدكتورة رانيا مجموعة من النصائح لضمان صيام صحي وآمن للأطفال، وأبرزها:

1. الحصول على قسط كافٍ من النوم

يعتبر النوم من العوامل الأساسية التي تؤثر على قدرة الطفل على الصيام. يجب أن يحصل الطفل على عدد كافٍ من ساعات النوم يتراوح بين 8 إلى 10 ساعات يوميًا، مع أهمية الالتزام بالنوم الليلي، حيث يتم إفراز هرمون النمو والهرمونات الأخرى المسؤولة عن صحة الطفل ونشاطه. تؤكد الدكتورة رانيا أن النوم خلال النهار لا يعوض النوم الليلي، لذا يجب تنظيم مواعيد النوم لضمان حصول الطفل على نوم جيد قبل السحور، مما يعزز طاقته خلال فترة الصيام.
المدينة البعيدة مدبلج الحلقة 81

2. أهمية وجبة السحور

تشدد الدكتورة رانيا على أهمية وجبة السحور في مساعدة الطفل على تحمل الصيام. يجب أن تحتوي وجبة السحور على مصادر غنية بالبروتين مثل الفول، البيض، العدس، اللبن، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه التي تساعد في الحفاظ على الترطيب ومنع الشعور بالعطش، مثل الخيار والطماطم والخس. وتعتبر الزبادي من الأطعمة المثالية لأنها تساعد في منع العطش خلال فترة الصيام.

3. شرب كميات كافية من السوائل

توضح الدكتورة رانيا أن السوائل تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على ترطيب جسم الطفل خلال الصيام. لذلك، يجب على الطفل تناول كمية كافية من الماء منذ الإفطار وحتى السحور، بما في ذلك شرب الماء بانتظام خاصة قبل الإمساك عن الطعام. يُفضل تناول العصائر الطبيعية الطازجة مثل عصير البرتقال أو التمر بالحليب، بينما يُنصح بتجنب العصائر المعلبة والمياه الغازية لاحتوائها على نسب عالية من السكريات والمواد الحافظة. يمكن إعداد مشروبات مغذية مثل التمر بالحليب والمكسرات والعسل، حيث تُعد مصدرًا غنيًا بالطاقة والفيتامينات التي تساعد الطفل على تحمل الصيام.

4. النشاط البدني وممارسة الرياضة

تشير الدكتورة رانيا إلى أنه لا مانع من ممارسة الطفل للأنشطة الرياضية الخفيفة خلال الصيام، ولكن بشروط. يُفضل ممارسة الرياضة قبل الإفطار مباشرةً، حيث يكون الجسم مستعدًا للحصول على السوائل والطعام بعد ذلك. كما يمكن ممارسة الرياضة بعد الإفطار بساعتين، مما يتيح للجسم استعادة طاقته. يجب تجنب الرياضات العنيفة أو المرهقة التي قد تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل والشعور بالإجهاد. وتعتبر السباحة من أفضل الرياضات الموصى بها للأطفال خلال رمضان، حيث تساعد في الحفاظ على النشاط البدني دون التسبب في إجهاد كبير.