النجاة والإرادة: قصة ملهمة من الأمل

تتجلى رحلة الأمل والشجاعة في قصة الدكتورة مها نور، التي تعافت من مرض السرطان منذ 15 عامًا. تروي لنا مها كيف تحولت تجربتها الشخصية المليئة بالتحديات إلى مشاريع إنسانية تهدف إلى تقديم الدعم للآلاف من المرضى في مصر. إنها قصة تعكس الإرادة القوية وكيف يمكن للألم أن يتحول إلى قوة دافعة نحو الخير.
أنا متعافية منذ 15 عامًا.. جملة تحيي القلوب
تؤكد مها نور أن الجملة التي تبدأ بها كل حديث مع مرضى السرطان الجدد هي: "أنا متعافية من 15 سنة". هذه العبارة ليست مجرد كلمات، بل تحمل في طياتها أملًا حقيقيًا وتغييرًا في ملامح وجه المريض، مما يمنحهم دفعة من التفاؤل والثقة في إمكانية التغلب على المرض.
الدعم النفسي.. لا يقل أهمية عن الأدوية
خلال ظهورها في برنامج “صوت صوت” الذي يقدمه إيهاب حليم على قناة الشمس، أوضحت نور أن الدعم النفسي يعد الركيزة الأساسية في مواجهة مرض السرطان. فغالبًا ما يظهر هذا المرض بعد صدمة نفسية، مما يجعل العلاج الجسدي وحده غير كافٍ. لذا، فإن توفير جلسات دعم نفسي واجتماعي هو أمر حيوي لتمكين المرضى من استعادة قوتهم ومقاومة المرض بإرادة أكبر.
ذراعي خط أحمر.. ابتكار أنقذ المئات
استنادًا إلى تجربتها الشخصية بعد استئصال الغدد الليمفاوية، أطلقت الدكتورة مها مبادرة "ذراعي خط أحمر"، والتي تهدف إلى حماية مرضى سرطان الثدي من خطر الوذمة الليمفاوية. ابتكرت سوارًا نحاسيًا مزودًا بباركود طبي يحتوي على معلومات المريض، مما يحذر من التعامل مع الذراع المصابة، مكتوبًا باللغتين العربية والإنجليزية.
زهور الدم الحلقة 547
صندوق لدعم المرضى.. حلم يمكن تحقيقه بجنيه واحد
كما أطلقت مها مبادرة وطنية لإنشاء "صندوق دعم مرضى السرطان"، حيث اقترحت أن يساهم كل مواطن بجنيه واحد شهريًا لضمان استمرار العلاج للمرضى الذين تتوقف تغطيتهم على نفقة الدولة. ترى أن هذا الصندوق يمكن أن ينقذ أرواح الآلاف من المرضى الذين يعانون من نقص التمويل.
كارت الخدمات المتكاملة.. مطلب إنساني عاجل
في مبادرة ثالثة، طالبت نور المسؤولين بضم مرضى السرطان، خاصةً الذين خضعوا لاستئصال الغدد الليمفاوية، إلى فئة ذوي الهمم. هذه الحالة تُسبب إعاقة دائمة، مما يستدعي رعاية الدولة، وضرورة توفير كارت الخدمات المتكاملة لهم.
اختتمت الدكتورة مها نور قائلة: "رحلتي مع السرطان لم تنتهِ بالتعافي، بل بدأت بخدمة كل من يواجه هذا الوحش الصامت. الأمل ممكن، لكن يجب أن نزرعه معًا في قلوب المرضى". هذه الكلمات تلخص روح الإصرار والأمل التي تميز قصتها.