طرق التعامل مع الطفل الانطوائي

فهم الطفل الانطوائي: كيف نتعامل معه؟
يمتلك كل طفل شخصيته الفريدة التي تتشكل نتيجة تفاعل عوامل الوراثة والبيئة المحيطة به. ومن بين الأنماط الشخصية التي قد تظهر لدى بعض الأطفال، يبرز الطفل الانطوائي كواحد من الشخصيات المميزة.
يُعتبر الطفل الانطوائي شخصًا لا يعاني بالضرورة من مشكلة، بل هو طفل يفضل الهدوء والتفكير العميق، كما يميل إلى الأنشطة الفردية. قد يشعر بعدم الارتياح في البيئات الاجتماعية الصاخبة، مما يشير إلى أهمية فهم طبيعته بدلاً من محاولة تغييره.
من هو الطفل الانطوائي؟
توضح الدكتورة عبلة إبراهيم، أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن الانطوائية ليست اضطرابًا نفسيًا، بل هي نمط من أنماط الشخصية، حيث يتميز الطفل الانطوائي بعدة سمات مثل حب العزلة والميل للتأمل والهدوء. كما يتسم بالتفاعل المحدود اجتماعيًا والحذر في تكوين العلاقات.
يفضل هذا الطفل اللعب بمفرده أو مع عدد قليل جدًا من الأصدقاء، وقد يظهر انزعاجًا من الأنشطة الجماعية أو التواجد في أماكن مزدحمة.
الفرق بين الانطوائية والخجل
من المهم التمييز بين الطفل الانطوائي والطفل الخجول. فالطفل الانطوائي يفضل العزلة لأنه يشعر بالراحة في ذلك، بينما الطفل الخجول يرغب في التفاعل ولكنه يقيده القلق أو الخوف من الرفض. الانطوائي لديه القدرة على التفاعل عند الحاجة، لكنه لا يرى في ذلك متعة دائمة، بينما الخجل قد يكون نتيجة لضعف الثقة بالنفس أو تجارب سلبية.
أسباب الانطوائية عند الأطفال
تعود الانطوائية عادة إلى عوامل وراثية وبيولوجية، إلا أن البيئة التي ينشأ فيها الطفل تلعب دورًا كبيرًا. من العوامل التي قد تعزز الانطوائية:
- وجود أحد الوالدين أو كليهما بانطوائية مشابهة.
- تنشئة في بيئة محافظة أو غير مشجعة على التعبير والانفتاح.
- المرور بتجارب اجتماعية مؤلمة أو إحراج متكرر.
- التنمر أو المقارنة الدائمة بأطفال آخرين أكثر انفتاحًا.
كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي
يتطلب التعامل مع الطفل الانطوائي وعيًا وصبرًا من الأهل والمربين. إليك بعض الأساليب التربوية الفعالة:
- القبول غير المشروط: تقبل شخصية الطفل كما هي، وأشعره بأن طبيعته مقبولة ومحبوبة.
- الاحترام والتفهم: احترم خصوصيته وامنحه الوقت ليعبر عن نفسه بطريقته الخاصة.
- التدرج في التفاعل الاجتماعي: لا تضغط عليه فجأة لدخول مواقف اجتماعية كبيرة.
- تعزيز المهارات الفردية: شجعه على تطوير مهاراته في مجالات فردية.
- فتح قنوات التواصل: خصص وقتًا يوميًا للتحدث معه بأسلوب مريح.
- الامتناع عن وصفه بالانطوائي أمام الآخرين: تجنب تصنيفه بشكل دائم.
- تعليمه مهارات التعامل: علمه كيفية بدء الحديث والتعبير عن رأيه بلطف.
دور المدرسة والمجتمع
لا يقتصر دور التربية على المنزل فقط، بل يجب أن تتعاون المدرسة مع الأهل لفهم طبيعة الطفل الانطوائي. يجب أن يكون المعلمون مدربين على فهم اختلاف الأطفال والتعامل معهم بطرق تناسب احتياجاتهم. كما ينبغي أن تكون البيئة المدرسية داعمة وتشجع على الاحترام المتبادل وتنوع الشخصيات.
العبقري مدبلج الحلقة 141
متى نلجأ للمساعدة المتخصصة؟
إذا لاحظ الأهل أن الطفل يعاني من عزلة شديدة تؤثر على دراسته، أو يُظهر علامات اكتئاب، أو يرفض تمامًا التفاعل مع المحيط، فقد يكون من المفيد اللجوء إلى أخصائي نفسي لتقييم الحالة.