-

المياه على الرئة: مخاطر وأعراض وعلاج

المياه على الرئة: مخاطر وأعراض وعلاج
(اخر تعديل 2025-04-26 04:15:36 )

تعد حالة المياه على الرئة، المعروفة طبيًّا باسم الوذمة الرئوية، من الحالات الصحية الخطيرة التي تهدد حياة المرضى. هذه الحالة تنشأ عندما تتجمع السوائل بشكل غير طبيعي داخل الحويصلات الهوائية في الرئتين، مما يؤثر سلبًا على عملية تبادل الأكسجين في الجسم.

يؤدي هذا التراكم إلى ضائقة تنفسية حادة، حيث تنخفض مستويات الأكسجين في الدم بشكل كبير، مما يتطلب تدخلًا طبيًّا عاجلًا لتجنب المضاعفات التي قد تكون قاتلة.

أعراض المياه على الرئة

تتعدد الأعراض المرتبطة بالوذمة الرئوية وتختلف في شدتها وسرعة ظهورها. ومن أبرز هذه الأعراض ضيق التنفس المفاجئ الذي يأتي بشكل حاد. قد يصاحبه صفير أو أزيز أثناء التنفس، بالإضافة إلى سعال قد يكون مصحوبًا ببلغم رغوي، وفي الحالات المتقدمة قد يترافق البلغم مع دم.

تشمل الأعراض الأخرى التي يجب الانتباه إليها تسارع دقات القلب، مما يدل على محاولة الجسم تعويض نقص الأكسجين. يعاني المريض من اللهاث وصعوبة التنفس عند الاستلقاء، مما يجبره على الجلوس أو رفع رأسه. كما قد يظهر على المريض تعرق غزير وبرودة ورطوبة في الجلد، مع شعور بالقلق والتوتر. في الحالات الحرجة، قد تظهر زرقة في الشفاه والأظافر كعلامة على نقص حاد في الأكسجين، وقد يصل الأمر إلى انخفاض مستوى الوعي أو الارتباك.

أسباب الإصابة بالمياه على الرئة

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين، وتنقسم إلى أسباب قلبية وغير قلبية. في الحالة القلبية، يتمثل السبب غالبًا في ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، كما يحدث في حالات قصور القلب الاحتقاني أو بعد نوبة قلبية. كما تلعب اضطرابات ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم المزمن وأمراض صمامات القلب دورًا في تفاقم المشكلة.
آسر الحلقة 20

أما الأسباب غير القلبية فتشمل حالات مثل متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) الناتجة عن إصابات الرئة الشديدة أو الالتهابات الحادة، مثل الالتهاب الرئوي. يمكن أن تؤدي استنشاق مواد سامة أو التعرض لحالات الغرق أو ردود الفعل التحسسية الشديدة إلى الوذمة الرئوية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الصعود السريع إلى ارتفاعات عالية سببًا نادرًا لهذه الحالة، وكذلك بعض الحالات الطبية الأخرى مثل تجلط الأوردة العميقة أو الانسداد الرئوي.

العلاج للمياه على الرئة

يؤكد الأطباء على أن التعامل السريع والفعال مع حالة المياه على الرئة يعد أمرًا بالغ الأهمية. يبدأ العلاج بتوفير الأكسجين للمريض بشكل فوري، وقد يتطلب الأمر استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي في الحالات الحرجة. يُنصح بجلوس المريض في وضعية مستقيمة لتسهيل عملية التنفس.

يعتمد العلاج الدوائي بشكل أساسي على استخدام مدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة، وموسعات الأوعية الدموية لتقليل الضغط على القلب والرئتين. في حالات قصور القلب، قد يتم استخدام أدوية لتقوية عضلة القلب. كما قد يلجأ الأطباء إلى استخدام المورفين لتخفيف ضيق التنفس والقلق، مع مراقبة التنفس بعناية.

الأهم من ذلك، يتم توجيه العلاج نحو معالجة السبب الأساسي وراء الوذمة الرئوية، سواء كان ذلك عدوى أو مشكلة في القلب أو أي سبب آخر. في الحالات المتقدمة، قد يكون التدخل باستخدام التهوية الميكانيكية ضروريًا لدعم عملية التنفس. وفي حالات فرط السوائل الناتج عن مشاكل الكلى، قد يتم اللجوء إلى غسيل الكلى.

الوقاية من الإصابة بالمياه على الرئة

تعتبر الوقاية من الوذمة الرئوية أمرًا ممكنًا من خلال إدارة الحالات الطبية الأساسية التي تزيد من خطر الإصابة بها. وينصح الأطباء بضرورة إدارة أمراض القلب بشكل فعال من خلال اتباع نمط حياة صحي، تناول الأدوية الموصوفة، والمتابعة الدورية مع الطبيب.

كما أن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وتجنب التعرض للمواد السامة، والصعود التدريجي إلى الارتفاعات العالية، ومراقبة كمية السوائل المتناولة، خاصة لدى المرضى المعرضين للخطر، تعتبر خطوات هامة للوقاية من هذه الحالة الطارئة.

يؤكد الأطباء على أن الوعي بأعراض المياه على الرئة والتدخل الطبي الفوري هما مفتاح النجاة من هذه الحالة الخطيرة. لذا، فإن أي ظهور لأعراض ضيق التنفس المفاجئ يستدعي طلب المساعدة الطبية العاجلة.