الإرهاق الوظيفي: الأسباب والحلول

الإرهاق الوظيفي: ظاهرة تؤرق الكثيرين
يُعتبر الإرهاق الوظيفي من القضايا الملحة التي يعاني منها عدد كبير من الأفراد في بيئات العمل المختلفة. وفقًا لاستطلاع أجرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، أظهر أن حوالي 79% من العاملين يشعرون بضغط نفسي مرتبط بأعمالهم. هذا الضغط لا يؤثر فقط على الأداء المهني، بل يمتد ليؤثر أيضًا على الصحة البدنية والنفسية، بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية.
ما هو الإرهاق الوظيفي؟
قد يبدو من الصعب التمييز بين ضغوط العمل العادية و الإرهاق الوظيفي، لكن الأخير يمثل استجابة سلبية طويلة الأمد لضغوط العمل، بحيث يتجاوز مجرد الشعور بالضيق المؤقت. إنه يُستنزف الطاقة الجسدية والعقلية والعاطفية على حد سواء.
التوجهات العالمية حول الإرهاق الوظيفي
في هذا السياق، أوضح الدكتور جوزيف روك، عالم النفس، أن الإرهاق الوظيفي ليس تشخيصًا رسميًا للصحة النفسية، لكنه يُعتبر متلازمة تم تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) نتيجة لضغوط غير مُدارة داخل بيئة العمل. وأشار إلى أن تأثيراته قد تمتد لتشمل جوانب متنوعة من حياة الفرد، بما في ذلك العلاقات الأسرية والاهتمامات الشخصية، محذرًا من أن تجاهل مستويات التوتر المرتفعة قد يؤدي إلى الاكتئاب.
علامات تحذيرية للإرهاق الوظيفي
يستعرض الدكتور روك مجموعة من العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى الإصابة بالإرهاق الوظيفي، والتي تستدعي الانتباه والتعامل معها بجدية:
الانكسار الحلقة 41
- الشعور المتزايد بالإرهاق والخمول.
- انخفاض الكفاءة وصعوبة إنجاز المهام كما كان سابقًا.
- تبني أنماط تفكير سلبية وتشاؤمية تجاه العمل.
- زيادة الانفعال، الإحباط، والعصبية في بيئة العمل.
- تراجع ملحوظ في الأداء المهني.
- فقدان الثقة في القدرة على تحقيق الأهداف.
- تجنب المهام والمسؤوليات المتعلقة بالعمل.
- انخفاض الاهتمام والحماس للعمل.
أسباب الإرهاق الوظيفي
لا يوجد سبب واحد يمكن أن يُعزى إليه الإرهاق الوظيفي، بل هو غالبًا نتيجة تفاعل عدة عوامل. وتشير جمعية علم النفس الأمريكية (APA) إلى بعض الأسباب المحتملة، منها:
- زيادة أعباء العمل والمسؤوليات.
- وجود ثقافات عمل غير داعمة للموظفين.
- غياب أو عدم كفاية أنظمة الدعم داخل المؤسسة.
- عدم التوافق بين القيم الشخصية وقيم بيئة العمل.
كيفية مواجهة الإرهاق الوظيفي
لحسن الحظ، هناك خطوات يمكن اتخاذها للتخفيف من حدة الإرهاق الوظيفي واستعادة التوازن. يقدم الدكتور روك خمس استراتيجيات فعّالة:
- وضع حدود واضحة: ينصح بالفصل بين الحياة العملية والحياة الشخصية من خلال تحديد ساعات عمل واضحة وتجنب الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات المتعلقة بالعمل خارج أوقات الدوام.
- إحاطة النفس بالإيجابية: البحث عن زملاء إيجابيين في العمل يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط وتعزيز الشعور بالراحة.
- التفكير في الهدف الأسمى: تذكير الذات بالقيمة التي تقدمها من خلال عملك وأهمية مساهماتك يمكن أن يعزز الدافعية.
- ممارسة الرعاية الذاتية: الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية من خلال ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
- طلب المساعدة المتخصصة: إذا تفاقمت المشاعر السلبية، فإن التحدث إلى أخصائي الصحة النفسية يمكن أن يوفر لك الدعم والإرشاد اللازمين.
من الضروري التعامل مع الإرهاق الوظيفي بجدية واتخاذ خطوات استباقية للتخفيف من تأثيراته السلبية على حياتنا. فالحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية ليس رفاهية، بل ضرورة لضمان صحة أفضل وإنتاجية مستدامة.