-

علاج دهون الكبد وأهمية الوقاية

علاج دهون الكبد وأهمية الوقاية
(اخر تعديل 2025-06-10 22:15:43 )

تُعتبر دهون الكبد، والتي تُعرف طبيًا بـ "الكبد الدهني" (Fatty Liver Disease)، واحدة من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا في عصرنا الحالي. مع التغيرات التي شهدتها أنماط حياتنا اليومية، وزيادة الاعتماد على الوجبات السريعة، وقلة النشاط البدني، أصبحت هذه الحالة تمثل تحديًا كبيرًا لصحة الكثيرين.

ما هي دهون الكبد؟

وفقًا لما أوضحه الدكتور محمد عبد العزيز، استشاري الأمراض الباطنة، فإن "دهون الكبد" تشير إلى تراكم الدهون الثلاثية داخل خلايا الكبد. يمكن أن تحدث هذه الحالة لأسباب مرتبطة بتناول الكحول (الكبد الدهني الكحولي) أو دون ارتباط بتعاطي الكحول (الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD).

أعراض دهون الكبد

رغم أن الكبد الدهني لا يسبب عادة أعراضًا واضحة في مراحله الأولى، إلا أن تركه دون علاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الكبدي الدهني غير الكحولي (NASH) أو حتى تليف الكبد وفشله. لذلك، فإن علاج دهون الكبد يُعتبر خطوة محورية للحفاظ على صحة الكبد والجسم بشكل عام.

تشخيص الكبد الدهني

قبل البدء في العلاج، من الضروري فهم كيفية تشخيص هذه الحالة. يتم عادةً من خلال:

  • تحاليل الدم: لقياس إنزيمات الكبد.
  • الموجات فوق الصوتية (السونار): لكشف تراكم الدهون.
  • الخزعة الكبدية (في بعض الحالات): لتحديد مدى الالتهاب أو التليف.

علاج دهون الكبد: المبادئ الأساسية

حتى الآن، لا يوجد دواء محدد معتمد عالميًا لعلاج الكبد الدهني غير الكحولي. ومع ذلك، يمكن التحكم في الحالة وعكسها تمامًا من خلال تغيير نمط الحياة، واستخدام بعض الأدوية في بعض الحالات، بالإضافة إلى المكملات الغذائية والدعم الطبي.

استراتيجيات علاجية فعالة

1. فقدان الوزن بشكل تدريجي

يُعتبر فقدان الوزن الركيزة الأساسية لعلاج الكبد الدهني. أظهرت الدراسات أن خسارة من 5 إلى 10% من وزن الجسم يمكن أن تساعد في تقليل الدهون على الكبد، بينما قد تؤدي خسارة أكثر من 10% إلى تحسين علامات الالتهاب وربما التليف. ينصح الأطباء بتحقيق فقدان وزن تدريجي من 0.5 إلى 1 كجم في الأسبوع.
رياح القدر الحلقة 30

2. اتباع نظام غذائي صحي

النظام الغذائي يلعب دورًا مباشرًا في صحة الكبد. من بين الأنظمة الغذائية التي يُنصح بها لعلاج دهون الكبد:

  • نظام البحر الأبيض المتوسط: وهو غني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البقوليات، زيت الزيتون، والأسماك.
  • تقليل الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض، السكر، والمعجنات.
  • الامتناع عن السكريات الصناعية والمشروبات الغازية.
  • تقليل تناول اللحوم الحمراء والدهون المشبعة.
  • زيادة استهلاك الألياف مثل الشوفان، البقوليات، والبذور.

3. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

تلعب الرياضة دورًا رئيسيًا في تقليل دهون الكبد وتحسين حساسية الإنسولين. يُنصح بممارسة 150 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعيًا، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجة.

4. السيطرة على الأمراض المصاحبة

غالبًا ما يكون الكبد الدهني مرتبطًا بأمراض أخرى مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول. لذا، من المهم تنظيم مستوى السكر والكوليسترول وضبط ضغط الدم من خلال الأدوية والحمية الصحية.

5. الامتناع عن الكحول

في حالات الكبد الدهني غير الكحولي، يجب الامتناع التام عن الكحول، حيث يمكن أن تزيد من الضرر الكبدي وتؤدي إلى تليف الكبد مع مرور الوقت.

6. العلاج الدوائي

لا توجد أدوية معتمدة رسميًا لعلاج الكبد الدهني، ولكن بعض الأدوية قد تُستخدم في حالات خاصة مثل:

  • فيتامين E: له تأثير مضاد للأكسدة وقد أظهر بعض التحسن في حالات الكبد الدهني.
  • البيوجليتازون (Pioglitazone): يُستخدم لتحسين حساسية الإنسولين.
  • الأدوية المخفضة للكوليسترول (الستاتين): تُستخدم لضبط الدهون في الدم.

7. استخدام المكملات الطبيعية بحذر

بعض الأعشاب والمكملات مثل السّليمارين (حليب الشوك)، الكركم، وزيت السمك (الأوميجا-3) أظهرت نتائج واعدة، لكن يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل.

المتابعة والوقاية

يجب متابعة الحالة بانتظام مع الطبيب المختص من خلال تحاليل الدم وصور الأشعة. هذا يساعد في مراقبة تطور الحالة وضبط الخطة العلاجية حسب الحاجة.

الوقاية من تفاقم المرض

من المهم أن يعرف المريض أن الكبد الدهني يمكن أن يتطور إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد، لذا فإن الوقاية تتمثل في:

  • الحفاظ على الوزن المثالي.
  • تجنب التدخين والكحول.
  • المتابعة الدورية.
  • السيطرة على الأمراض المزمنة.

في النهاية، يُشدد الدكتور محمد على أن علاج دهون الكبد لا يعتمد على دواء سحري، بل هو مزيج من الوعي الصحي، وتعديل نمط الحياة، والمتابعة المنتظمة. كلما تم اكتشاف الحالة وعلاجها مبكرًا، كانت النتائج أفضل وقلّت احتمالات حدوث المضاعفات الخطيرة.