ألم الأذن والحساسية: الأسباب والعلاج

ألم الأذن والحساسية: الأسباب والعلاج
تعتبر أعراض الحساسية من الأمور التي تعكر صفو الحياة اليومية، فهي لا تقتصر على العيون والجيوب الأنفية والحلق والصدر، بل تمتد لتؤثر أيضًا على الأذنين، مما يسبب آلامًا غير متوقعة قد تعكر صفو يومنا. وقد أكد الدكتور ديلان تيمبرليك، أخصائي الحساسية، في تقرير لموقع "Cleveland Clinic" الطبي، أن "ألم الأذن قد يكون من العوامل المفاجئة التي تظهر أثناء الإصابة بالحساسية، مما يزيد من تفاقم الأعراض المزعجة."
كيف تؤثر الحساسية على الأذنين؟
تتسبب الحساسية في ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض، مثل الدوخة، والتشوش الذهني، والتهاب الحلق، واضطرابات النوم، وتستهدف الأذنين أيضًا، حيث تعتبر حكة وألم الأذن من الشكاوى الشائعة خلال مواسم الحساسية.
أشار الدكتور تيمبرليك إلى أهمية فهم تشريح الأذن، التي تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية: الأذن الخارجية، الأذن الوسطى، والأذن الداخلية. تلعب قناة ضيقة تُعرف بقناة استاكيوس دورًا حيويًا في ربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الأنف، حيث تعمل على تصريف السوائل وموازنة الضغط داخل الأذن الوسطى.
عندما يحدث احتقان الأنف نتيجة الحساسية، يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى انسداد جزئي أو كلي في قناتي استاكيوس، وهي حالة تُعرف بخلل وظيفة قناة استاكيوس. يوضح الدكتور تيمبرليك: "قد يشعر المصاب بألم حاد أو خفيف، أو بضغط في الأذنين، وهو شعور مشابه للصعود إلى قمة جبل أو أثناء الطيران، ويصفه البعض بأنه شعور مكتوم كما لو كانوا تحت الماء."
كيف نميز بين ألم الأذن الناتج عن الحساسية والتهاب الأذن؟
قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان ألم الأذن ناتجًا عن الحساسية أم عن التهاب الأذن. لذلك، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة وتحديد العلاج الأنسب.
لكن يمكن طرح بعض الأسئلة التالية لتضييق نطاق الاحتمالات:
البراعم الحمراء مترجم الحلقة 44
- هل يتكرر ألم الأذن في أوقات معينة من السنة؟ الحساسية عادةً ما تزداد في فصلي الربيع والخريف.
- هل توجد مسببات حساسية معروفة؟ غالبًا ما يرتبط ألم الأذن بحساسية الأنف الناتجة عن حبوب اللقاح، أو الحيوانات الأليفة، أو عث الغبار، أو جراثيم العفن.
- ما هي الأعراض الأخرى التي ترافق الألم؟ إذا كان الألم ناتجًا عن الحساسية، فمن المحتمل أن يعاني الشخص من انسداد وسيلان الأنف، والعطس، والحكة. بينما تشمل علامات التهاب الأذن الحمى، وفقدان الشهية، وإفرازات الأذن.
وذكر الدكتور تيمبرليك أن "الحساسية لا تسبب التهابات الأذن بشكل مباشر، ولكن في حال وجود خلل في قناة استاكيوس وتراكم السوائل في الأذن الوسطى، فإن ذلك يخلق بيئة مناسبة للالتهابات."
استراتيجيات علاج ألم الأذن الناتج عن الحساسية
تعتمد الاستراتيجية الأساسية للتخفيف من ألم الأذن على السيطرة على الحساسية نفسها. إليك بعض النصائح:
- تجنب مسببات الحساسية: يُنصح بتقليل التعرض لمسببات الحساسية المعروفة قدر الإمكان. خلال موسم حبوب اللقاح، قد يتطلب الأمر إغلاق النوافذ ومنع الحيوانات الأليفة من دخول المنزل بعد الاستحمام المتكرر.
- تناول أدوية الحساسية: الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل الستيرويدات الأنفية (مثل فلوتيكازون)، يمكن أن تساعد في تخفيف التهاب الأنف والحلق. بينما تعمل الأدوية الفموية مثل لوراتادين وفيكسوفينادين على تقليل ردود الفعل التحسسية.
- التفكير في حقن الحساسية: تعتمد هذه الحقن على إعطاء جرعات صغيرة من مسبب الحساسية لتحفيز استجابة مناعية. الجرعات تُزيد تدريجيًا، مما يساعد الجسم على التكيف مع مسبب الحساسية وتقليل رد الفعل عند التعرض له.
- استشارة طبيب الأطفال بشأن المضادات الحيوية: تُعد المضادات الحيوية علاجًا شائعًا لالتهابات الأذن، لكن لن تكون فعالة إذا كان الألم ناتجًا عن تراكم الضغط فقط وليس عن عدوى. قد تكون العلاجات المنزلية فعالة في بعض الحالات.
تأكد دائمًا من استشارة الطبيب المختص لتحديد العلاج الأنسب لحالتك.