جدل حول حقن المضادات الحيوية بالصيدليات
جدل حول حقن المضادات الحيوية بالصيدليات
أثارت وفاة سيدة من محافظة المنوفية نتيجة حقنها بمضاد حيوي داخل صيدلية حالة من الجدل الواسع في المجتمع حول الأحقية القانونية للصيادلة في إعطاء حقن المضادات الحيوية. هذا الحادث المؤسف طرح تساؤلات هامة: هل يحق للصيدلي إجراء اختبار الحساسية قبل إعطاء الحقنة أم لا؟
هل يحق للصيدلي إجراء اختبار حساسية؟
في هذا الإطار، أوضح الدكتور عصام عبد الحميد، وكيل نقابة الصيادلة تحت الحراسة القضائية، أنه لا يجوز للصيدلي إجراء اختبار الحساسية داخل الصيدلية. وأكد على ضرورة إجراء هذه الاختبارات في الوحدات الصحية أو المعامل المتخصصة أو المستشفيات فقط، حيث أن مهام الصيدلي تقتصر على الدواء، سواء كان ذلك في تصنيعه أو تداوله أو بيعه.
دول الخليج تمنع بيع الحقن في الصيدليات
وأشار عبد الحميد إلى أن الصيدليات في دول الخليج تمنع بيع الحقن، حيث يتم توفيرها فقط في المستشفيات. بينما في مصر، يسمح القانون ببيع الحقن ولكن لا يُسمح بإعطائها داخل الصيدليات. وأكد أن المسئولية الرئيسية عن وفاة السيدة المنوفية لا تقع على عاتق الصيدلي.
وفاة سيدة المنوفية بسبب حقنة مضاد حيوي
وأشار وكيل نقابة الصيادلة إلى أن الصيدلي يقع عليه عبء كبير، حيث يتعامل مع المريض منذ لحظة صرف الدواء وحتى تقديمه. وقد أشار إلى أن الصيدلي يكون أقرب للمريض، والصيدليات هي جهات تقديم خدمات طبية تتعرض لضغوط من المرضى لإعطائهم الحقن، وهو أمر غير مطلوب منهم. في مصر، هناك حوالي 90 ألف صيدلية تستقبل المرضى الذين يطلبون خدمات ليست من اختصاصهم.
العبقري مدبلج الحلقة 76
أزمة إعطاء حقن مضاد حيوي بالصيدليات
وذكر عبد الحميد أن السبب الرئيسي وراء أزمة إعطاء حقن المضادات الحيوية في الصيدليات هو نقص المرافق المؤهلة في القرى والأرياف. حيث أن الوحدات الصحية تغلق أبوابها بعد الساعة الواحدة ظهرًا، والمستشفيات ترفض إعطاء الحقن التي كتبها طبيب من خارج المستشفى، مما يجعل المريض في حيرة من أمره ويضطر للضغط على الصيدلي للحصول على ما يحتاجه.
فقد استقبل مستشفى الباجور التخصصي بمحافظة المنوفية سيدة تعاني من توقف في عضلة القلب بعد إعطائها جزءًا من حقنة مضاد حيوي كاختبار في إحدى الصيدليات بقرية إسطنها. وقد تم تحرير محضر بالواقعة، حيث تلقى اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية إخطارًا من العميد حسن النشال مأمور مركز شرطة الباجور حول ذلك.
وبحسب التحقيقات، فقد ذهبت السيدة (30 سنة) إلى إحدى الصيدليات بسبب معاناتها من البرد والحساسية، وبعد أخذها لجرعة الاختبار، سقطت وتوقف قلبها. تم نقلها إلى مستشفى الباجور لتلقي الإسعافات الأولية، لكن للأسف فارقت الحياة بعد ذلك.