التلامس بين الأم والجنين وأهميته
أهمية التلامس بين الأم والجنين بعد الولادة
في عالم يزداد فيه التوتر والقلق، تأتي اللحظات الأولى بعد ولادة الطفل لتكون من أهم اللحظات التي تتطلب اهتمامًا خاصًا. الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، يؤكد على أهمية التلامس الفوري بين الأم وطفلها بعد الولادة. هذا التلامس ليس مجرد إجراء تقليدي، بل هو خطوة حيوية تعزز من الصحة النفسية لكل من الأم والمولود.
التلامس المباشر يعزز الصحة النفسية
عند وضع الطفل على صدر الأم مباشرة، يتم إرسال إشارة للمخ لبدء إفراز هرمون اللبن، مما يساعد في تقليل مخاطر اكتئاب ما بعد الولادة. هذا التلامس يخلق رابطًا عاطفيًا قويًا بين الأم وطفلها، مما يساهم في تعزيز الشعور بالأمان والراحة.
التغذية الصحية للأم المرضعة
تتطلب فترة الرضاعة الطبيعية نظامًا غذائيًا متوازنًا، حيث يستمد الطفل العناصر الغذائية الأساسية من لبن الأم. الدكتور عمرو حسن يشدد على أهمية تناول الأطعمة الصحية، ويشير إلى أن الأطعمة التي تحتوي على الثوم والبصل والبهارات قد تسبب آلامًا في معدة المولود. لذا، يجب أن تركز الأم على تناول أغذية غنية بالسعرات الحرارية، مثل منتجات الألبان، وشرب كميات كافية من السوائل، بالإضافة إلى المكملات الغذائية مثل الحديد والكالسيوم.
تراجع نسبة الرضاعة الطبيعية
أوضح الدكتور عمرو حسن أن هناك تراجعًا في الالتزام بالرضاعة الطبيعية، ويرجع ذلك إلى استسهال بعض الأمهات استخدام الرضاعة الصناعية، ورغبتهم في الحفاظ على مظهر الجسم. وهو ما قد يؤدي إلى تدهور صحة الطفل.
عدم الاستعجال في استخدام الرضاعة الصناعية
دعا الدكتور عمرو الأمهات إلى عدم الاستعجال في اللجوء إلى الرضاعة الصناعية، حيث أن لبن الأم في الأيام الأولى بعد الولادة يكون قليلاً ولكنه غني بالعناصر الغذائية الضرورية. إذا تعود الطفل على طعم اللبن الصناعي، قد يرفض الرضاعة الطبيعية لاحقًا.
فوائد الرضاعة الطبيعية
يؤكد المعهد القومي للتغذية على أن الرضاعة الطبيعية ليست مفيدة فقط للطفل، بل لها فوائد عديدة للأم أيضًا. تفرز الرضاعة الطبيعية هرمون الأوكسيتوسون، المعروف بـ "هرمون الحب"، الذي يساعد على تقليل مشاعر القلق والتوتر التي قد تصيب الأمهات بعد الولادة. كما أن الرضاعة الطبيعية تدعم جهاز المناعة لدى الطفل وتحميه من الأمراض المعدية، مما يسهم في تحسين معدل الذكاء لديه.
الرضاعة الطبيعية وهرمون الحب
إن الرضاعة الطبيعية لا تقتصر فوائدها على تغذية الطفل فحسب، بل تساهم أيضًا في تعزيز الروابط العاطفية بين الأم وطفلها. مع كل عملية رضاعة، يتم إفراز هرمون الأوكسيتوسون، مما يساعد على تعزيز الشعور بالأمان وتهدئة الأعصاب، وهي عوامل أساسية في تخفيف التوتر.
رحلة لاكشمي 5 الحلقة 12
ختامًا
يتضح من كل ما سبق أن التلامس بين الأم وطفلها بعد الولادة، بالإضافة إلى الرضاعة الطبيعية، يمثلان حجر الزاوية في بناء علاقة صحية ومتكاملة. يجب على الأمهات التركيز على هذه الجوانب الهامة لتعزيز صحتهم وصحة أطفالهم.