فوائد شرب الشعير للصحة العامة

فوائد شرب الشعير للصحة العامة
يعتبر الشعير من أقدم الحبوب التي استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين، حيث استخدم كغذاء ودواء في آن واحد. وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن شرب الشعير، سواء كان في صورة مشروب ساخن أو مستخلص، يحمل فوائد صحية عديدة تجعل منه خيارًا مفضلًا يُوصى به من قبل خبراء التغذية والأطباء على حد سواء.
إن الشعير غني بالعناصر الغذائية المفيدة، ويُساهم في الوقاية من العديد من الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يُعزز الشعير الطاقة ويساعد في تحسين وظائف الجسم المختلفة. الدكتورة مروة كمال، أخصائية التغذية العلاجية، تؤكد أن شرب الشعير ليس مجرد عادة تقليدية، بل هو أسلوب صحي فعال يساهم في تحسين الصحة العامة، الحفاظ على الوزن المثالي، وتعزيز المناعة.
أهم فوائد شرب الشعير على الصحة
تستعرض الدكتورة مروة، في السطور التالية، أبرز الفوائد الصحية لشرب الشعير.
أولًا: تركيبته الغذائية الغنية
يحتوي الشعير على مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية، مثل الألياف القابلة للذوبان، والفيتامينات (خاصة فيتامين B المركب)، والمعادن مثل الحديد والمغنيسيوم والزنك والفسفور. كما أنه يحتوي على مضادات أكسدة قوية تُساعد في محاربة الجذور الحرة، مما يُساهم في الوقاية من الشيخوخة المبكرة والأمراض المزمنة. وبالتالي، يُعتبر شرب الشعير وسيلة طبيعية لدعم الجسم وتعزيز صحته.
ثانيًا: تنظيم مستويات السكر في الدم
من أبرز الفوائد الصحية لشرب الشعير، قدرته على المساعدة في ضبط مستويات السكر في الدم. فحبوب الشعير تحتوي على ألياف "البيتا جلوكان" القابلة للذوبان، التي تُساعد في إبطاء امتصاص الجلوكوز في الأمعاء، مما يمنع الارتفاع المفاجئ لمستويات السكر بعد تناول الطعام. لذا، يُنصح مرضى السكري أو من لديهم تاريخ عائلي مع مرض السكري بتناول مشروب الشعير بانتظام كجزء من نظامهم الغذائي المتوازن.
بارينيتي الحلقة 85
ثالثًا: دعم صحة القلب والأوعية الدموية
شرب الشعير يعد صديقًا لصحة القلب، حيث تُسهم أليافه في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، بينما ترفع نسبة الكوليسترول النافع (HDL). كما يُساعد وجود مضادات الأكسدة فيه على منع ترسب الدهون داخل الشرايين، مما يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات القلبية. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم البوتاسيوم والمغنيسيوم في تنظيم ضغط الدم والوقاية من ارتفاعه.
رابعًا: تعزيز صحة الكلى والمسالك البولية
يُعرف مشروب الشعير بقدرته كمدر طبيعي للبول، مما يُساعد على تنظيف الكلى وطرد السموم والأملاح الزائدة من الجسم. في بعض الثقافات، يُستخدم مغلي الشعير كعلاج مساعد لحصوات الكلى أو التهابات المسالك البولية، حيث يُساهم في تفتيت الحصوات الصغيرة ويقلل من فرص تكونها مجددًا.
خامسًا: تحسين عملية الهضم
الألياف الغذائية الوفيرة في الشعير تجعل منه علاجًا فعالًا لمشكلات الجهاز الهضمي. فهو يساعد على تنظيم حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك، كما يُقلل من عسر الهضم ويعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يحافظ على صحة القولون ويقلل من فرص الإصابة بسرطانه. يُعتبر شرب الشعير خيارًا مناسبًا لمن يرغبون في تعزيز صحة جهازهم الهضمي بطرق طبيعية.
سادسًا: تقوية المناعة
بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة والفيتامينات، يُعد الشعير مشروبًا يُعزز مناعة الجسم. فهو يقوي دفاعات الجسم الطبيعية ضد العدوى الفيروسية والبكتيرية، كما يُساعد معدن الزنك الموجود فيه في تسريع التئام الجروح وتحسين الاستجابة المناعية.
سابعًا: المساهمة في إنقاص الوزن
يُعتبر الشعير من الحبوب المفيدة للراغبين في إنقاص الوزن. فالألياف القابلة للذوبان التي يحتوي عليها تمنح الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يقلل من تناول الطعام الزائد على مدار اليوم. كما يُساعد شرب الشعير على تحسين التمثيل الغذائي للدهون، وبالتالي تقليل تراكمها في الجسم.
ثامنًا: ترطيب الجسم والوقاية من الجفاف
مشروب الشعير غني بالسوائل والمعادن، مما يجعله مشروبًا منعشًا يُساعد على تعويض السوائل المفقودة في فصل الصيف أو بعد المجهود البدني. لذا، يُعتبر من الخيارات الصحية للوقاية من الجفاف خاصة في الأجواء الحارة.
تاسعًا: دعم صحة العظام والأسنان
يحتوي الشعير على الكالسيوم والفسفور والمغنيسيوم، وهي معادن أساسية لصحة العظام والأسنان. إدراج الشعير في النظام الغذائي يُساعد على تقوية العظام ويقيها من الهشاشة مع التقدم في العمر.
عاشرًا: فوائد للبشرة والشعر
لا تقتصر فوائد شرب الشعير على الصحة الداخلية فقط، بل تمتد لتشمل المظهر الخارجي. فالمعادن ومضادات الأكسدة الموجودة فيه تُساعد على تحسين نضارة البشرة وتأخير ظهور التجاعيد. كما تدعم صحة الشعر وتمنع تساقطه بفضل احتوائه على الحديد والزنك وفيتامينات B.
طرق تناول مشروب الشعير
يمكن تحضير مشروب الشعير بعدة طرق، أبرزها غلي حبوب الشعير الكاملة في الماء ثم شرب السائل الناتج، أو تناوله باردًا مع إضافة بضع قطرات من الليمون والعسل لتحسين المذاق. كما يمكن استخدام مسحوق الشعير الجاهز الذي يُباع في الأسواق. يُنصح بالاعتدال في تناوله بمعدل كوب إلى كوبين يوميًا.
ملاحظات وتحذيرات
رغم فوائده المتعددة، إلا أن الإفراط في شرب الشعير قد يُسبب مشكلات مثل الانتفاخ أو الغازات بسبب كثرة الألياف. كما يُنصح مرضى الكلى الذين يعانون من ضعف شديد باستشارة الطبيب قبل تناوله، لكونه مدرًا للبول. كذلك، قد يُسبب حساسية لبعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلوتين.