فوائد الكرياتين وأهميته لصحة الجسم
ما هو الكرياتين؟
الكرياتين هو مركب نيتروجيني طبيعي يُنتج في الجسم من ثلاثة أحماض أمينية رئيسية: الأرجنين، الجلايسين، والميثيونين. يتم تصنيعه أساساً في الكبد والكلى، ويُنقل بعد ذلك إلى العضلات حيث يُخزَّن بنسبة تصل إلى 95%. يُعتبر الكرياتين من بين المكملات الغذائية الأكثر شهرة في مجالات الرياضة واللياقة البدنية، حيث يُستخدم بشكل شائع بين الرياضيين ورافعي الأثقال لتحسين الأداء البدني وزيادة الكتلة العضلية.
لكن فوائد الكرياتين لا تقتصر فقط على تحسين الأداء الرياضي، إذ أظهرت الدراسات الحديثة تأثيره الإيجابي على الصحة العقلية والأعصاب، إضافة إلى تأثيره المحتمل في مواجهة أمراض الشيخوخة.
أهمية الكرياتين في تحسين صحة الجسم
تقول الدكتورة تيفني ريفورد، استشارية التغذية العلاجية، إن الكرياتين يُعتبر واحدًا من أكثر المكملات الغذائية التي تم دراستها علمياً، وتؤكد الأدلة وجود فوائد واسعة له تشمل الأداء الرياضي، والصحة العقلية، والوظائف العصبية.
لا تبكي يا إسطنبول الحلقة 9
فوائد الكرياتين في تحسين الأداء الرياضي
يعتبر الكرياتين من المكملات التي خضعت للبحث بشكل مكثف في المجال الرياضي، وقد ثبت علمياً أنه يُعزز الأداء البدني في التمارين عالية الشدة والقصيرة المدة، مثل رفع الأثقال والركض السريع. تشمل فوائده في هذا الجانب ما يلي:
- زيادة القدرة على التمرين: يعمل الكرياتين على إعادة إنتاج مركب الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP) بشكل أسرع، وهو المصدر الرئيسي للطاقة خلال التمارين القصيرة والعنيفة.
- تحسين القوة العضلية: أظهرت الدراسات أن تناول الكرياتين بانتظام يزيد من القوة بنسبة قد تصل إلى 10-15%، مما يُساعد في تحقيق نتائج أسرع في بناء العضلات.
- تسريع عملية التعافي: يُعتقد أن الكرياتين يُقلل من الضرر العضلي الناتج عن التمارين المكثفة، مما يُسهم في تقليل الشعور بالتعب وتسريع الاستشفاء العضلي.
زيادة الكتلة العضلية
من أبرز فوائد الكرياتين أنه يُساعد في تضخيم العضلات، ليس فقط بسبب زيادة قدرة التمرين، بل أيضاً لأنه:
- يزيد من احتباس الماء داخل خلايا العضلات، مما يؤدي إلى زيادة حجم العضلة مؤقتًا.
- يعزز تكوين البروتين العضلي، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن الكرياتين يُحفز عمليات النمو داخل الخلايا العضلية عبر زيادة مستويات بعض الهرمونات المرتبطة بتكوين العضلات مثل IGF-1.
دعم الصحة العقلية والوظائف الإدراكية
لم يقتصر تأثير الكرياتين على الجانب البدني فقط، بل تزايدت الدراسات التي تبحث في فوائده للدماغ. من أبرز ما توصل إليه العلماء:
- تحسين الأداء العقلي في حالات الضغط والإجهاد، حيث يُمد الكرياتين خلايا الدماغ بالطاقة.
- الحد من الاكتئاب، حيث أظهرت بعض الدراسات أن مكملات الكرياتين قد تُساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب.
- دعم الدماغ في الشيخوخة، حيث أظهرت الأبحاث أن الكرياتين قد يُسهم في إبطاء تراجع الوظائف العقلية لدى كبار السن.
الكرياتين وأمراض الجهاز العصبي
نظرًا لقدرته على تحسين إنتاج الطاقة داخل الخلايا، تم دراسة الكرياتين كعلاج مساعد في بعض الأمراض العصبية:
- داء باركنسون: يُساعد الكرياتين على تقليل تدهور الخلايا العصبية.
- التصلب الجانبي الضموري (ALS): أظهرت التجارب أن الكرياتين قد يُبطئ من تقدم المرض.
- داء هنتنجتون: وُجد أن الكرياتين قد يُحسن من مستويات الطاقة في خلايا الدماغ.
فوائد أخرى للكرياتين
- تحسين صحة العظام، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن الكرياتين قد يُحسن كثافة العظام.
- تنظيم مستويات السكر، حيث أظهرت دراسات أولية أن الكرياتين قد يُساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين.
- زيادة التحمل في التمارين الهوائية، حيث وُجد أنه يُحسن الأداء في بعض أنشطة التحمل مثل السباحة وركوب الدراجة.
الآثار الجانبية والتحذيرات
بشكل عام، يُعتبر الكرياتين آمنًا عند استخدامه بالجرعات الموصى بها (3 إلى 5 جرامات يوميًا). ومع ذلك، قد تظهر بعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل:
- انتفاخ البطن أو اضطرابات في المعدة.
- احتباس الماء وزيادة الوزن.
- في حالات نادرة جداً، قد يُؤثر على وظائف الكلى عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية مسبقة، لذا يُفضل استشارة الطبيب قبل الاستخدام.
