-

الربو وتأثيره على الأطفال: دليل شامل

الربو وتأثيره على الأطفال: دليل شامل
(اخر تعديل 2025-07-05 19:15:39 )

الربو وتأثيره على الأطفال

يعتبر الربو مرضًا رئويًا مزمنًا يؤثر على حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، ويزداد التحدي عندما يصيب الأطفال. هذا المرض غالبًا ما يبدأ في السنوات الأولى من حياة الطفل، حيث يؤثر مباشرة على مجاري الهواء، وهي الأنابيب الحيوية التي تقوم بنقل الهواء من وإلى الرئتين.

عندما يصاب الطفل بـالربو، تتعرض هذه المجاري للالتهاب والتضيق، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مميزة مثل الأزيز، السعال، وضيق الصدر. تتفاقم هذه الأعراض أحيانًا خلال ما يعرف بـ "نوبة الربو" أو "نوبة الاشتعال"، والتي يمكن أن تكون شديدة في بعض الأحيان.
ليلى مدبلج الحلقة 186

الربو في مرحلة الطفولة

يُعتبر الربو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا بين الأطفال، حيث يبدأ عادةً قبل سن الخامسة. على الرغم من أن الربو قد يتسبب في غياب الأطفال عن المدرسة أو حتى دخولهم المستشفيات، إلا أن هناك علاجات متاحة تساعد على السيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياة الأطفال المصابين، وفقًا لموقع “Medical News Today” الطبي.

أسباب ومحفزات الربو لدى الأطفال

على الرغم من أن السبب الدقيق للإصابة بالربو لا يزال غير معروف بشكل كامل، يُعتقد أن التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية يلعب دورًا رئيسيًا في تطور هذا المرض لدى الأطفال. تحدث نوبة الربو عندما يتعرض الطفل لمؤثرات معينة تُعرف بـ "محفزات الربو"، وهي مواد أو ظروف تؤدي إلى تفاقم الأعراض. تختلف هذه المحفزات من طفل لآخر وقد تتغير مع مرور الوقت، وتصنف بشكل عام إلى:

1. الربو التحسسي

ينجم عن التعرض لمسببات الحساسية مثل عث الغبار، العفن، وبر الحيوانات الأليفة، حبوب اللقاح، ونفايات الحشرات مثل الصراصير والفئران.

2. الربو غير التحسسي

ينشأ نتيجة محفزات ليست حساسية، مثل استنشاق الهواء البارد، بعض الأدوية، المواد الكيميائية المنزلية، العدوى الفيروسية (مثل نزلات البرد والإنفلونزا)، تلوث الهواء الخارجي، ودخان التبغ.

3. الربو الناتج عن التمارين الرياضية

يحدث هذا النوع من الربو أثناء النشاط البدني، خاصة في الأجواء الجافة.

من هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالربو؟

توجد عدة عوامل تزيد من خطر إصابة الأطفال بالربو، منها:

  • التعرض للتدخين السلبي، سواء أثناء حمل الأم أو في مرحلة الطفولة المبكرة.
  • التاريخ العائلي والوراثة: يرتفع الخطر بشكل ملحوظ إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالربو، وخاصة الأم.
  • العرق أو الأصل العرقي: تشير الإحصائيات إلى أن الأطفال من أصول أفريقية وبورتوريكية أكثر عرضة للإصابة بالربو.
  • وجود أمراض أو حالات أخرى، مثل السمنة والحساسية.
  • التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية المتكررة خلال الطفولة.
  • الجنس: يكون الربو أكثر شيوعًا بين الأولاد في مرحلة الطفولة، بينما يزداد انتشاره بين الفتيات في سن المراهقة.

أعراض الربو لدى الأطفال

تتراوح أعراض الربو لدى الأطفال من الخفيفة إلى الشديدة، وقد تحدث بشكل متكرر أو نادر. تشمل أبرز هذه الأعراض:

  • ضيق الصدر.
  • السعال، خاصة في الليل أو في الصباح الباكر.
  • مشاكل في التنفس، مثل ضيق التنفس، سرعة التنفس، أو صعوبة في التنفس.
  • الشعور بالتعب.
  • هالات سوداء تحت العينين.
  • سرعة الانفعال.
  • الأزيز، وهو صوت صفير يُسمع عند الزفير.
  • صعوبة في الأكل أو المص لدى الرضع.

عندما تتفاقم الأعراض بشكل كبير، قد تشير إلى نوبة ربو حادة، والتي قد تحدث تدريجيًا أو فجأة، وقد تكون مهددة للحياة. تشمل العلامات التحذيرية لنوبة حادة السعال الشديد، صعوبات التنفس الخطيرة، وشحوبًا شديدًا أو ازرقاقًا في الوجه، الشفاه، أو الأظافر. في هذه الحالات، يجب طلب المساعدة الطبية فورًا.

العلاج والسيطرة على أعراض الربو لدى الأطفال

عندما يتم تشخيص الطفل بالربو، يقوم مقدم الرعاية الصحية بوضع خطة علاجية شاملة تهدف إلى إدارة الأعراض والوقاية من النوبات. تتضمن هذه الخطة:

  • استراتيجيات لتجنب المحفزات: مثل منع التدخين في المنزل أو السيارة إذا كان دخان التبغ هو المحفز.
  • أدوية تخفيف الربو قصيرة الأمد: تساعد هذه الأدوية على منع الأعراض أو تخفيفها أثناء نوبة الربو، ويجب أن تكون بحوزة الطفل دائمًا (غالبًا جهاز استنشاق).
  • أدوية التحكم (الوقائية): تعمل هذه الأدوية على تقليل التهاب مجرى الهواء ومنع تضيقه. لا يحتاج جميع الأطفال إلى هذه الأدوية، ويعتمد استخدامها على شدة الربو وتكرار الأعراض.