-

فهم الجوع العاطفي وتأثيره على الصحة

(اخر تعديل 2025-01-14 20:43:35 )

الجوع العاطفي: مفهوم وتأثيرات

يُعتبر الجوع العاطفي ظاهرة نفسية تحتاج إلى اهتمام خاص، حيث يتجاوز الشعور بالجوع الجسدي ليصبح مرتبطًا بالعواطف والمشاعر. هذا النوع من الجوع هو استجابة عاطفية، ويظهر غالبًا كوسيلة للتعامل مع الضغوط، القلق، أو حتى الحزن.

ما هو الجوع العاطفي؟

الجوع العاطفي، المعروف أيضًا بـ"الأكل العاطفي"، يمثل حالة يكون فيها الغذاء وسيلة للتهرب من المشاعر السلبية، مثل الحزن أو الوحدة. في هذه اللحظات، يصبح الطعام وسيلة للراحة النفسية، وليس ببساطة استجابة للاحتياجات الفيزيولوجية.

غالبًا ما يميل الأشخاص الذين يعانون من الجوع العاطفي إلى اختيار الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، مثل الحلويات والأطعمة السريعة، نظرًا لما تمنحه هذه الأطعمة من شعور مؤقت بالسعادة. لكن هذه الراحة تكون عادةً قصيرة الأمد، وتليها مشاعر من الندم والإحباط.

أسباب الجوع العاطفي

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الجوع العاطفي، ومن أهمها:

1. التوتر والضغط النفسي

التوتر المزمن يؤثر على الجسم بطرق عديدة، حيث يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، مما يؤدي إلى رغبة أكبر في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون.

2. الملل والفراغ العاطفي

البحث عن الطعام كوسيلة لملء الفراغ أو الهروب من الوحدة يعد سلوكًا شائعًا في حالات غياب الأنشطة البديلة.

3. العادات المكتسبة

يمكن أن تكون العادات الغذائية مرتبطة بمشاعر معينة تم اكتسابها منذ الطفولة، مثل استخدام الحلوى كمكافأة.

4. اضطرابات الهرمونات

تؤثر اختلالات الهرمونات على الإشارات التي تحدد إذا كان الشخص جائعًا حقًا، مما يؤدي إلى استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع العواطف.

5. تأثير وسائل الإعلام

الترويج المستمر للأطعمة "المريحة" يساهم في ربط الطعام بمشاعر السعادة، مما يدفع الأشخاص لتناول هذه الأطعمة في أوقات التوتر.

أعراض الجوع العاطفي

تتضمن علامات الجوع العاطفي:

  • رغبة مفاجئة في تناول أطعمة معينة، خاصة الحلوى.
  • تناول الطعام رغم عدم الشعور بالجوع الحقيقي.
  • الإفراط في تناول الطعام حتى بعد الشبع.
  • شعور بالندم بعد الأكل.
  • تناول الطعام في أوقات غير معتادة.

علاج الجوع العاطفي

يتطلب التعامل مع الجوع العاطفي وعيًا وفهمًا للأسباب. إليك بعض الطرق للتعامل مع هذه الظاهرة:

1. التعرف على المشاعر المسببة

حدد المشاعر التي تدفعك لتناول الطعام، واسأل نفسك: "هل أنا جائع أم أشعر بالملل أو الحزن؟"

2. ممارسة تقنيات الاسترخاء

تجربة تقنيات مثل التأمل أو اليوغا بدلاً من اللجوء للطعام.

3. إيجاد بدائل صحية

اختيار الفواكه أو الخضروات كبدائل صحية عند الشعور بالجوع العاطفي.

4. ممارسة الرياضة

تمارين رياضية تساعد على تحسين المزاج وتقليل الاعتماد على الطعام كوسيلة للتخفيف.

5. تحديد أوقات محددة لتناول الطعام

الالتزام بجدول زمني لتناول الوجبات يساعد على فصل الأكل عن المشاعر.

6. اللجوء إلى الدعم النفسي

استشارة مختص نفسي إذا كانت المشكلة تتعلق بمسائل أعمق مثل الاكتئاب.

7. تجنب الاحتفاظ بالأطعمة المغرية

تقليل وجود الأطعمة غير الصحية في المنزل يساعد في تجنب الإغراء.

8. كتابة المشاعر

تدوين المشاعر يمكن أن يساعد في فهمها والتعامل معها بطرق صحية.


ست شباب الحلقة 13