الفتق السري: الأعراض والأسباب والعلاج
ما هو الفتق السري؟
يُعتبر الفتق السري حالة طبية تحدث عندما يندفع جزء من الأمعاء أو الأنسجة الدهنية عبر نقطة ضعيفة في جدار البطن، قرب السرة. بينما هو شائع بشكل خاص بين الأطفال حديثي الولادة والرضع، إلا أنه يمكن أن يصيب البالغين أيضاً.
الفتق السري عند الرضع والأطفال الصغار
تشير الدراسات إلى أن الفتق السري موجود في حوالي 10 إلى 30% من الأطفال عند الولادة، حسب موقع “Medical News Today”. هذا النوع من الفتق يعتبر أكثر شيوعًا لدى الأطفال المولودين قبل الأوان، حيث يعاني ما يصل إلى 84% من الأطفال حديثي الولادة الذين يزنون بين 1 و1.5 كيلوجرام من هذه الحالة.
عندما يكون الجنين في الرحم، يمر الحبل السري من خلال فتحة في جدار البطن، والتي يجب أن تُغلق بعد الولادة بفترة قصيرة. ولكن في بعض الأحيان، لا تنغلق العضلات بالكامل، مما يترك نقطة ضعف يمكن أن يحدث من خلالها الفتق السري. في معظم الحالات، يختفي الفتق السري عند الرضع من تلقاء نفسه بحلول سن الثانية.
الفتق السري عند البالغين
فقط 10% من البالغين الذين يعانون من الفتق السري يحملون هذه الحالة منذ الطفولة. بينما يُصاب حوالي 90% من البالغين بالفتق السري بسبب مشاكل في عضلات البطن في مراحل لاحقة من حياتهم. الضغط المتزايد على عضلات البطن، مثلما يحدث أثناء الحمل أو عند رفع أشياء ثقيلة، يزيد من خطر الإصابة بالفتق السري المكتسب.
أعراض الفتق السري
يبدو الفتق السري وكأنه كتلة بارزة في السرة، وتزداد حجمها عندما يبكي الرضيع أو يسعل أو يجهد نفسه. وعندما يكون الطفل مستلقيًا أو مسترخيًا، قد تتقلص الكتلة أو تختفي تمامًا.
تختلف أعراض الفتق السري من حالة إلى أخرى. وفي حال انقبض جدار البطن حول الفتق، فقد يؤدي إلى قطع الدورة الدموية عن النتوء، مما يسبب الألم الذي يمكن أن يتراوح بين الخفيف والشديد.
يجب على الشخص زيارة الطبيب إذا كان الانتفاخ:
- يصبح مؤلمًا.
- يحدث مع القيء.
- يتضخم ويتغير لونه.
- لا يتناقص عند الاستلقاء أو تحت ضغط خفيف.
عوامل الخطر للإصابة بالفتق السري
هناك عدة عوامل خطر رئيسية للإصابة بالفتق السري، ومنها:
- العمر: الأطفال، وخاصة المولودين قبل الأوان، هم أكثر عرضة للإصابة بالفتق السري مقارنةً بالبالغين.
- السمنة: الأطفال والبالغون الذين يعانون من السمنة يواجهون خطرًا أعلى للإصابة بالفتق السري مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن الصحي.
- السعال: يمكن أن يزيد السعال المزمن من خطر الإصابة بالفتق بسبب الضغط على جدار البطن.
- الحمل: النساء الحوامل، خاصةً في حالات الحمل المتعدد، يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بالفتق السري.
أسباب فتق السرة
تتباين أسباب الفتق السري حسب الفئة العمرية:
الأسباب عند الرضع
عندما ينمو الجنين في الرحم، تتشكل فتحة صغيرة في عضلات البطن تسمح بمرور الحبل السري. يجب أن تُغلق هذه الفتحة بعد الولادة بفترة قصيرة. إذا لم يحدث ذلك بشكل كامل، يمكن أن يبرز النسيج الدهني أو جزء من الأمعاء، مما يؤدي إلى الفتق السري.
الأسباب عند البالغين
عندما يتعرض جدار البطن لضغط شديد، قد يبرز بعض الأنسجة الدهنية أو جزء من الأمعاء من خلال نقطة ضعيفة في العضلات. الأشخاص الذين يتعرضون لضغط أعلى من الطبيعي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفتق.
أمنية وإن تحققت الحلقة 506
علاج فتق السرة
عند الرضع، تختفي معظم حالات الفتق السري بشكل تلقائي خلال عامين، لذا لا يتطلب الأمر عادةً علاجًا. ومع ذلك، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية في الحالات التالية:
- إذا كان الفتق أكبر من 1.5 سم في الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عامين.
- إذا كانت الأمعاء داخل كيس الفتق، مما يمنع أو يقلل حركة الأمعاء.
- إذا كان الفتق يسبب الألم.
- إذا تغير لون الجلد في مكان الفتق.
بالمثل، إذا تمزق الفتق، فإن الجراحة الطارئة تصبح ضرورية، ولكن تمزق الفتق نادر الحدوث.
على عكس الأطفال، فإن الفتق السري نادرًا ما يختفي من تلقاء نفسه عند البالغين، مما يزيد من خطر المضاعفات والحاجة إلى الجراحة.
الجراحة
تعتبر جراحة الفتق السري عملية بسيطة، تستغرق عادةً حوالي 20-30 دقيقة، وغالبًا ما يتمكن المريض من العودة إلى المنزل في نفس اليوم. تشمل العملية إجراء شق في قاعدة السرة وإعادة الأنسجة البارزة إلى داخل البطن. يمكن أن يتم ذلك عبر الجراحة المفتوحة أو بالمنظار.
غالبًا ما يقوم الجراح بخياطة عضلات جدار البطن معًا لإغلاق الفتحة، وقد يستخدمون شبكات خاصة لتقوية المنطقة ومنع تكرار الفتق. ومع ذلك، على الرغم من فعالية هذا النهج، إلا أنه قد ينطوي على مضاعفات محتملة، مثل الألم المزمن.
مضاعفات فتق السرة
إذا انحبس النتوء ولم يكن من الممكن دفعه مرة أخرى إلى تجويف البطن، فقد تفقد الأمعاء إمدادها بالدم، مما يؤدي إلى حدوث تلف. إذا تم قطع إمداد الدم إلى النتوء، فإن هناك خطر الإصابة بالغرغرينا والالتهابات التي تهدد الحياة، وهو ما يحدث بشكل نادر عند البالغين وأقل شيوعًا عند الأطفال.