الكركم: فوائد صحية وجمالية لا تُحصى
يُعتبر الكركم، المعروف علميًا باسم "الكركومين" (Curcuma longa)، من النباتات العشبية المعمرة التي تنتمي إلى الفصيلة الزنجبيلية. يعود أصل هذا النبات إلى جنوب آسيا، وتحديدًا الهند، حيث تم استخدامه لآلاف السنين في الطب الهندي التقليدي (الأيورفيدا) والطب الصيني لعلاج العديد من الأمراض.
يتميز الكركم بلونه الأصفر المشرق وطعمه الدافئ المر، ويُستخدم في العديد من الأطباق كتوابل، كما يدخل أيضًا في صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل. لكن، هل تساءلت يومًا عن الأسباب التي تجعل الكركم بهذا القدر من الأهمية؟
حلم أشرف الحلقة 14
أهمية الكركم وفوائده الصحية
يعود السر في أهمية الكركم إلى احتوائه على مادة فعالة تُعرف بـ"الكركومين"، والتي تعتبر من أقوى مضادات الأكسدة والمضادات للالتهابات. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة الفوائد العديدة لهذه المادة.
وفقًا للدكتورة مروة كمال، أخصائية التغذية العلاجية، فإن الكركم يُعتبر من الهدايا الطبيعية التي توفر فوائد صحية وجمالية لا حصر لها. لذا، أصبح الكركم جزءًا أساسيًا في العديد من الأنظمة العلاجية والتجميلية. لكنها تنبه إلى أهمية استخدام الكركم بحذر، مع مراعاة الكميات الموصى بها ودمجه بذكاء في نمط الحياة اليومي.
الفوائد الصحية للكركم
1. مضاد قوي للالتهابات
يُعتبر الكركم من أقوى مضادات الالتهابات الطبيعية، حيث تُظهر الدراسات أن الكركومين يُثبط العديد من الجزيئات المرتبطة بالالتهابات المزمنة، مما يجعله فعالًا في تخفيف أعراض الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهابات الأمعاء.
2. محاربة الجذور الحرة
تعمل مضادات الأكسدة الموجودة في الكركم على محاربة الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا وتسهم في الشيخوخة وأمراض السرطان. الكركومين قادر على تحييد الجذور الحرة وتعزيز نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة في الجسم.
3. تحسين صحة الدماغ
تشير أبحاث حديثة إلى أن الكركومين قد يساهم في رفع مستويات هرمون BDNF (عامل التغذية العصبي المشتق من الدماغ)، وهو بروتين يعزز نمو الخلايا العصبية ويقلل من خطر الإصابة باضطرابات الدماغ مثل الاكتئاب ومرض الزهايمر.
4. خفض خطر الإصابة بأمراض القلب
يُساعد الكركم في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر تصلب الشرايين وأمراض القلب. كما أن خواصه المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة تجعله مفيدًا لصحة القلب بشكل عام.
5. الوقاية من السرطان
أظهرت تجارب مخبرية أن الكركومين يمكن أن يبطئ من نمو الخلايا السرطانية ويمنع انتشارها، وخاصة في سرطانات القولون والثدي والبروستاتا. كما قد يساعد في تقليل آثار العلاج الكيميائي.
6. مفيد لمرضى السكري
يُساعد الكركم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين مقاومة الأنسولين، كما يساهم في تقليل خطر المضاعفات المرتبطة بالسكري، مثل الالتهابات وتلف الأوعية الدموية.
7. تعزيز صحة الجهاز الهضمي
يُستخدم الكركم في الطب الشعبي لعلاج مشاكل المعدة مثل عسر الهضم والغازات والقولون العصبي. كما يُساعد على تقليل التهابات المعدة والأمعاء وتحفيز إنتاج العصارة الصفراوية.
الفوائد الجمالية للكركم
1. توحيد لون البشرة وتفتيحها
يُعرف الكركم بقدرته على تفتيح البقع الداكنة وتوحيد لون البشرة، ويُستخدم في العديد من الأقنعة الطبيعية لعلاج التصبغات الناتجة عن الشمس أو التقدم في السن.
ماسك الكركم والزبادي والعسل
المكونات:
- ملعقة صغيرة من الكركم المطحون (يفضل أن يكون عضويًا).
- ملعقة كبيرة من الزبادي (يفضل كامل الدسم).
- نصف ملعقة صغيرة من العسل الطبيعي.
طريقة التحضير:
اخلطي الكركم مع الزبادي والعسل جيدًا حتى تحصلي على خليط ناعم ومتجانس. اغسلي وجهك جيدًا وجففيه بلطف، ثم ضعي الماسك على الوجه (تجنبي منطقة العين). اتركيه لمدة 10 إلى 15 دقيقة، ثم اشطفي وجهك بالماء الفاتر وامسحيه بقطنة مبللة بماء الورد.
2. مكافحة حب الشباب
نظرًا لخصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات، يُساعد الكركم في علاج حب الشباب ومنع ظهوره، كما يُقلل من الاحمرار والتهيج الناتج عن الحبوب.
3. مقاومة الشيخوخة
الكركم غني بمضادات الأكسدة التي تحارب التجاعيد والخطوط الدقيقة، مما يساعد في الحفاظ على شباب البشرة.
4. علاج مشاكل فروة الرأس
يُساهم الكركم في علاج القشرة والتهابات فروة الرأس، كما يساعد على تقوية بصيلات الشعر وتحفيز نموه عند استخدامه كجزء من زيت الشعر أو ماسك طبيعي.
طرق استخدام الكركم
- في الطهي: يُضاف إلى الأرز، والشوربات، والصلصات، واللحوم.
- كمكمل غذائي: يتوفر الكركم على شكل كبسولات تُباع في الصيدليات.
- مشروب الحليب بالكركم: مشروب تقليدي يُستخدم لتعزيز المناعة وتسكين الآلام.
- أقنعة البشرة: يُخلط مع العسل أو الزبادي ويوضع على الوجه لمدة 10-15 دقيقة.
- زيوت الكركم: تُستخدم موضعيًا على البشرة أو الشعر.
أضرار الإفراط في استخدام الكركم
على الرغم من أن الكركم يُعد آمنًا ومفيدًا عند استخدامه بكميات معتدلة، إلا أن الإفراط في تناوله أو استخدامه بطرق غير مناسبة قد يؤدي إلى بعض الأضرار أو الآثار الجانبية، خاصة في الحالات الصحية الحساسة.
1. أضرار الكركم عند الإفراط في تناوله عن طريق الفم
قد يُسبب الكركم آلامًا في المعدة أو حموضة أو انتفاخًا عند تناوله بكميات كبيرة. كما يُمكن أن يؤدي إلى إسهال أو غثيان لدى بعض الأشخاص.
يُحفز الكركم إفراز العصارة الصفراوية، مما قد يكون ضارًا للأشخاص الذين يُعانون من حصى المرارة. كما قد يُقلل من ضغط الدم ومستويات السكر في الدم، لذا يُفضل الحذر لدى مرضى الضغط أو السكري.
2. أضرار الكركم عند الاستخدام الموضعي
قد يُعاني بعض الأشخاص من تحسس جلدي أو احمرار عند استخدام أقنعة الكركم، خاصة إذا تُرك لفترة طويلة. كما قد يُسبب الكركم اصفرار البشرة المؤقت بعد استخدامه.
محاذير هامة لمستخدمي الكركم
يجب على النساء الحوامل والمرضعات تجنب تناول مكملات الكركم بكميات كبيرة، حيث أنه قد يُحفّز الرحم. كما يُنصح بالتوقف عن تناول الكركم قبل العمليات الجراحية لتجنب خطر النزيف الزائد.
وأخيرًا، يُفضل استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الكركم إذا كنت تتناول أي أدوية بانتظام.