أهمية فهم الفيروسات التنفسية وعلاجها

فهم الطبيعة الفيروسية للعدوى التنفسية

أوضح الدكتور حسام حسني، الأستاذ في الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا، أن المضادات الحيوية ليست لها أي تأثير على الفيروسات التنفسية. فبينما تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية، فإن الفيروسات تتطلب نوعًا مختلفًا من العلاج.

دور الطبيب في تشخيص نوع الالتهاب

يشدد الدكتور حسني على أن الطبيب هو الشخص المسؤول عن تحديد نوع الالتهاب، سواء أكان بكتيريًا أم فيروسيًا. يمكن للطبيب التمييز بينهما استنادًا إلى إفرازات الأنف أو البلغم. فعندما تكون الإفرازات بيضاء وشفافة، فهذا يشير إلى عدوى فيروسية، بينما إذا تغير لونها، فإن ذلك يدل على وجود عدوى بكتيرية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لصورة الدم أن تلعب دورًا في تحديد نوع الالتهاب. فإذا كانت كرات الدم البيضاء في معدلها الطبيعي، فإن الالتهاب غالبًا ما يكون فيروسيًا.

نصائح مهمة لمواجهة أعراض الإنفلونزا

ينصح الدكتور حسني الأفراد الذين تظهر عليهم أعراض الإنفلونزا أو العدوى التنفسية باستخدام أدوية خافضة للحرارة ومضادات الاحتقان خلال الساعات الـ 24 الأولى من ظهور الأعراض. ويشدد على أهمية استشارة الطبيب فور ظهور الأعراض، خاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وضعف المناعة، حيث إنهم الأكثر عرضة للمضاعفات.

زيادة الإصابات بالفيروسات التنفسية

في حديثه، كشف الدكتور أمجد الحداد، استشاري أمراض الحساسية والمناعة، عن أسباب زيادة الإصابات بالفيروسات التنفسية في مصر وغيرها من دول العالم. حيث أوضح أن العديد من الفيروسات التنفسية التي كانت موجودة منذ سنوات قد اختفت خلال فترة العزل أثناء جائحة كورونا، وظهرت مرة أخرى مع تراجع الإجراءات الاحترازية.

وأكد الحداد أن فيروس HMPV، الذي ينتمي إلى الفيروسات الرئوية، يشبه فيروسات الإنفلونزا وكورونا، حيث يسبب التهابات رئوية، لكنه ليس فيروسًا مستجدًا أو خطيرًا.

مع انتهاء موسم الشتاء، يتوقع أن تختفي هذه الفيروسات كما حدث مع الفيروسات التنفسية الأخرى.

التهديد الذي يشكله فيروس HMPV

أشار الدكتور الحداد إلى أن الخطر الأكبر من فيروس HMPV يتمثل في تأثيره على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وضعف المناعة. كما أضاف أن زيادة الحالات في الصين تعود إلى الكثافة السكانية، مما يسهل انتشار الفيروس.

أعراض فيروس HMPV

تشمل أعراض فيروس الميتانيمو البشري HMPV، وهي مشابهة لأعراض الفيروسات التنفسية الأخرى، ما يلي:

1. سعال.
2. كحة.
3. ارتفاع في درجات الحرارة.

يجب التعامل مع هذا الفيروس بنفس الإجراءات الاحترازية المتبعة مع الفيروسات التنفسية الأخرى، مثل غسل اليدين، تنظيف الأسطح، ارتداء الكمامة عند ظهور الأعراض، التهوية الجيدة، وتعزيز الجهاز المناعي من خلال التغذية المتوازنة.

ما هو الفيروس الرئوي البشري HMPV؟

يُعتبر فيروس HMPV فيروسًا شائعًا يسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، ويظهر عادة خلال فصل الشتاء وأوائل الربيع. تم اكتشافه لأول مرة في عام 2001، لكن تشير بعض الأبحاث إلى أنه كان منتشرًا منذ عام 1958 على الأقل.

ينتمي فيروس HMPV إلى عائلة Pneumoviridae، جنبًا إلى جنب مع فيروس RSV.

التشابه بين فيروس HMPV وفيروس COVID-19

فيروس كورونا أو COVID-19، المسبب لمرض SARS-CoV-2، يشبه فيروس HMPV في بعض الجوانب. كلا الفيروسين يسببان أمراض الجهاز التنفسي، ويكون الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة هم الأكثر عرضة للخطر.