-

تفاقم أزمة المخدرات في إقليم شرق المتوسط

(اخر تعديل 2025-02-26 14:15:36 )

تفاقم أزمة المخدرات في إقليم شرق المتوسط

حذرت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، من أن الوضع المتعلق بتعاطي المخدرات قد تفاقم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث بدأ يتجاوز السيطرة في العديد من أنحاء الإقليم. إن هذه التحذيرات تثير القلق حول صحة المجتمع وسلامته، وتستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذه الأزمة.

نسبة تعاطي المخدرات في العالم

تشير التقديرات إلى أن حوالي 5.6% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم قد تعاطوا المخدرات خلال السنة الماضية، بينما تصل هذه النسبة في إقليم شرق المتوسط إلى 6.7%. يُظهر هذا التوجه القلق المتزايد بشأن تعاطي المواد المخدرة، حيث يعد الإقليم من بين المناطق التي تعاني من أعلى مستويات العبء الناتج عن هذه المشكلة على مستوى العالم.

أنواع المخدرات الأكثر شيوعًا

تتربع قائمة المخدرات المستخدمة في إقليم شرق المتوسط على رأسها الحشيش والأفيون والقات والترامادول. وقد أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من 3.4 مليون شخص في هذا الإقليم يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، مما يعكس زيادة تفوق الضعف في هذه الإحصائية خلال العشرين عامًا الماضية. كما يُسجل الإقليم سنويًا أكثر من 31 ألف حالة وفاة ناجمة عن هذه الاضطرابات.

تحديات العلاج والتعافي

أكدت الدكتورة بلخي أنه لا يتلقى العلاج سوى شخص واحد من كل 13 شخصًا يعاني من اضطراب تعاطي المخدرات، كما أن جودة العلاج تختلف بشكل كبير. نادرًا ما يتعافى الأفراد من هذه الاضطرابات في دورة علاج واحدة، حيث يعتبر الإدمان مرضًا مزمنًا. تشير البيانات إلى أن أكثر من ثلثي المصابين باضطراب تعاطي المواد الأفيونية يعودون إلى التعاطي خلال عام من العلاج.

الصحة النفسية وأمراض أخرى مرتبطة

بالإضافة إلى الأعباء الاجتماعية الكبيرة، يرتبط تعاطي المخدرات بحالات من الصحة النفسية المتدهورة، بالإضافة إلى أمراض مثل التهاب الكبد والسل وأمراض القلب والأوعية الدموية.

التعايش مع فيروس العوز المناعي البشري

أشارت بلخي أيضًا إلى أن نحو خُمس متعاطي المخدرات في الإقليم متعايشون مع فيروس العوز المناعي البشري، وأن أكثر من نصفهم يعانون من التهاب الكبد C. منذ توليها لمهامها، جعلت مكافحة تعاطي المواد المخدرة إحدى أولوياتها، حيث تدرك أن الإدمان يُعد عقبة كبيرة أمام تحقيق الصحة والازدهار للجميع.

استراتيجيات لمواجهة الأزمة

شددت بلخي على أهمية خفض عدد الأشخاص الذين يُجرِّبون المخدرات في المقام الأول، وزيادة عدد الذين يتلقون علاجًا أفضل. كما دعت إلى تحسين جمع البيانات والمراقبة، مع التركيز على مجالات العلاج والتدخلات الصحية العامة القوية، بالتعاون مع القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، بدعم من وكالات الأمم المتحدة.

إن المبادرة الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية في هذا المجال تهدف إلى تسريع إجراءات الصحة العامة لمواجهة تعاطي المخدرات في جميع أنحاء الإقليم. كما أكدت على ضرورة معالجة الثغرات في السياسات والتشريعات من أجل تعزيز الصحة النفسية، وتمكين الأفراد، وإشراك المجتمعات المحلية في توفير العلاج والتعافي.
المشردون الحلقة 13

تابعوا موقعنا عبر:جوجل نيوز, يوتيوب, واتساب.