-

استراتيجيات لتقليل وقت الشاشة للأطفال

(اخر تعديل 2025-07-15 18:15:27 )

نظرة على تحديات وقت الشاشة للأطفال

في عصرنا الحديث، أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وتواجه الأمهات تحديات متزايدة في التحكم في وقت استخدام الأطفال للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. هذه الأجهزة، رغم ما تقدمه من تسلية وسهولة، يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات سلبية على نمو الطفل النفسي والجسدي والاجتماعي، خاصة خلال فترات الإجازات الطويلة التي قد تتسم بالفراغ.

أهمية تقليل وقت الشاشة

يعد تقليل وقت الشاشة أمرًا ضروريًا ليس فقط لصحة الطفل النفسية، ولكن أيضًا لنموه الصحي بشكل عام. لذا، تحتاج الأمهات إلى استراتيجيات فعالة لتقليل هذا الوقت وتقديم بدائل مفيدة وجذابة.

استراتيجيات عملية لتقليل وقت الشاشة

تشير الدكتورة عبلة إبراهيم، أستاذة التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، إلى أن تقليل استخدام الأطفال للموبايل والتابلت خلال الإجازة قد يبدو مهمة صعبة، لكنها ضرورية. إليك بعض النصائح العملية التي يمكن أن تساعد الأمهات في هذا الصدد:

أولًا: فهم دوافع الطفل

قبل البدء في تقليل استخدام الطفل للشاشة، يجب أن تفهم الأم الأسباب وراء تعلق الطفل بها. هل يستخدمها للهروب من الملل؟ أم للبحث عن التقدير؟ أم لأنه يشعر بالوحدة؟ فهم هذه الدوافع يمكن أن يساعد في وضع استراتيجيات مناسبة.
سيوف العرب الحلقة 8

ثانيًا: تنظيم الروتين اليومي

يعتبر غياب النظام من بين أهم أسباب تعلق الأطفال بالأجهزة. يجب على الأم وضع جدول يومي متوازن يشمل أوقات للعب، والمذاكرة، والأنشطة العائلية، بالإضافة إلى وقت محدد للأجهزة. هذا يقلل من الضغط النفسي عند الأطفال.

ثالثًا: تقديم بدائل ممتعة

الأطفال غالبًا ما يتوجهون للأجهزة بسبب عدم وجود أنشطة بديلة مسلية. يجب على الأمهات تقديم أنشطة ممتعة مثل ورش الحرف اليدوية، قراءة القصص، إعداد الوصفات في المطبخ، أو اللعب بألعاب الطاولة. هذه الأنشطة تعزز العلاقة الأسرية وتمنح الأطفال شعورًا بالإشباع العاطفي.

رابعًا: المشاركة بدلاً من المراقبة

بدلاً من الصراع حول وقت الشاشة، يمكن أن تشارك الأم طفلها في بعض الأنشطة الرقمية، مثل مشاهدة برنامج معًا أو اللعب في لعبة تعليمية. هذه الطريقة تجعل الطفل يشعر بأن الشاشة وسيلة للتواصل، مما يسمح للأم بتوجيه اختياراته.

خامسًا: وضع قواعد واضحة

من الضروري أن تضع الأم قواعد واضحة بشأن استخدام الأجهزة. مثل تحديد عدد الساعات المسموح بها يوميًا، وعدم استخدام الأجهزة أثناء الطعام أو قبل النوم. يُفضل أن تشارك الأم الطفل في وضع هذه القواعد ليشعر بالمسؤولية.

سادسًا: كن قدوة

الأطفال يتبعون سلوك الوالدين. إذا كانت الأم دائمًا مشغولة بالهاتف، فمن الصعب أن يصدق الطفل أنها جادة في تقليل استخدامه. يجب أن تقلل الأم من وقتها أمام الشاشة وتظهر له أن هناك متعة في الأنشطة الأخرى.

سابعًا: تشجيع العلاقات الاجتماعية

يجب على الأمهات تشجيع أطفالهن على زيارة الأصدقاء والعائلة، أو الانخراط في أنشطة جماعية. هذه التفاعلات الاجتماعية تعزز العلاقات وتقلل الاعتماد على التكنولوجيا.

ثامنًا: عدم استخدام الهاتف كوسيلة للتهدئة

ربط استخدام الهاتف بالمكافأة أو التسلية يمكن أن يعزز الاعتماد عليه. من الأفضل استخدام أساليب أخرى للتهدئة، مثل الحوار أو العناق.

تاسعًا: دمج الطفل في المسؤوليات المنزلية

يمكن أن يساعد إشراك الأطفال في المهام المنزلية على تعليمهم المسؤولية وتقليل فراغهم. يمكنهم المشاركة في ترتيب الغرفة أو إعداد الطعام.

عاشرًا: الصبر والتدرج

من الطبيعي أن يقاوم الطفل عند تقليل وقت الشاشة، لذا يجب أن تكون الأم حازمة ولكن محبة، وتطبق التغييرات بشكل تدريجي. كل يوم يقل فيه الاستخدام هو إنجاز.

خاتمة

تشير الدكتورة عبلة إلى أن التغيير يحتاج إلى وقت وصبر. يجب على الأمهات أن يدركن أن هذه العملية تتطلب الوعي والدعم المستمر.