-

مرض باركنسون: الأعراض والعلاج

(اخر تعديل 2025-04-19 00:27:24 )

يعد مرض باركنسون اضطرابًا عصبيًا تدريجيًا يؤثر بشكل كبير على حركة الجسم. يتسبب هذا المرض في تدهور خلايا عصبية معينة في الدماغ، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية حيوية تلعب دورًا هامًا في التحكم بالحركة. ومع هذا النقص، تظهر اضطرابات في نشاط الدماغ الطبيعي، مما يؤدي إلى ضعف الحركة وأعراض أخرى قد تؤثر على حياة المريض اليومية.

يعتبر مرض باركنسون من الأمراض الشائعة نسبيًا بين كبار السن، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 1% من الأشخاص الذين تجاوزوا الستين عامًا قد يصابون به، وتزداد هذه النسبة لتصل إلى 5% لدى من تزيد أعمارهم عن 85 عامًا. وعادة ما تكون بداية ظهور الأعراض بعد سن الستين.

رغم الأبحاث المستمرة، لا يزال هناك الكثير من الغموض حول مرض باركنسون، ولا يوجد حتى الآن علاج نهائي له. العلاجات المتاحة تركز بشكل أساسي على إدارة الأعراض وتخفيف تأثيراتها. كما أن السبب الدقيق وراء الإصابة بهذا المرض لا يزال غير واضح تمامًا.

أسباب الإصابة بمرض باركنسون

يعتقد العلماء أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، بما في ذلك العوامل الوراثية والتعرض للمواد السامة. كما تم ربط نوع معين من البروتينات في الدماغ بتطور المرض. تشير الدراسات إلى أن الشباب نادرًا ما يصابون بهذا المرض، وأن وجود تاريخ عائلي للإصابة يعزز احتمالية الإصابة، بالإضافة إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالنساء.

أعراض مرض باركنسون لدى كبار السن

في المراحل المبكرة، قد تظهر أعراض مرض باركنسون بشكل طفيف وغير ملحوظ. وعادة ما تبدأ الأعراض في جانب واحد من الجسم، وتكون أكثر وضوحًا في ذلك الجانب مع تقدم المرض. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • الرعشة: تبدأ غالبًا في أحد الأطراف، وعادة ما تكون اليد، وتظهر على شكل اهتزاز لا إرادي.
  • تباطؤ الحركة: يصبح أداء المهام اليومية أكثر صعوبة، وقد يتأخر المريض في المشي.
  • تيبس العضلات: تصبح العضلات في أجزاء مختلفة من الجسم متصلبة، مما يحول دون الحركة الطبيعية.
  • مشاكل في التوازن: تنجم عن انحناء المريض للأمام وزيادة خطر السقوط.
  • مشاكل في الكلام: قد يصبح الصوت رتيبًا أو منخفضًا، مع صعوبة في بدء الحديث.
  • مشاكل في الكتابة: تؤثر على المهارات الحركية الدقيقة، مما يجعل الكتابة صعبة.
  • مشاكل عاطفية: قد يعاني بعض المرضى من الاكتئاب أو تغيرات مزاجية أخرى.
  • مشاكل في النوم: يعاني العديد من المرضى من صعوبات في النوم والاستيقاظ المتكرر.
  • صعوبات في المضغ: تؤثر على عضلات الفم، مما يجعل تناول الطعام أكثر صعوبة.

علاج مرض باركنسون

نظرًا لعدم وجود علاج نهائي لمرض باركنسون حتى الآن، يركز العلاج بشكل أساسي على إدارة الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى. تتوفر العديد من الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض، حيث تهدف إلى:

  • زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ.
  • التأثير على مواد كيميائية أخرى في الدماغ للمساعدة في تنظيم الحركة.
  • السيطرة على الأعراض الأخرى غير المرتبطة بمشاكل الحركة.

تتضمن الأدوية الممكن وصفها:

  • ناهضات الدوبامين.
  • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين من النوع ب (MAO-B).
  • مثبطات ناقل مثيل الكاتيكول (COMT).
  • الأمانتادين.
  • الأدوية المضادة للكولين.

إذا لم تستجب الأدوية لبعض المرضى، فقد يكون التحفيز العميق للدماغ (DBS) خيارًا علاجيًا. يتضمن هذا الإجراء زرع أقطاب كهربائية في مناطق معينة من الدماغ للمساعدة في تنظيم الإشارات الكهربائية.

بالإضافة إلى العلاجات الدوائية، تلعب العلاجات التأهيلية مثل العلاج الطبيعي والمهنى دورًا هامًا في إدارة الأعراض. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساهم أيضًا في تعزيز الصحة العامة.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31