-

القهوة العادية مقابل منزوعة الكافيين

(اخر تعديل 2025-04-07 01:15:33 )

القهوة العادية مقابل منزوعة الكافيين: أيهما أفضل؟

تعتبر القهوة واحدة من أكثر المشروبات شعبية في العالم، حيث تتنوع طرق تحضيرها واستهلاكها بين الثقافات المختلفة. وفي ضوء تزايد الوعي الصحي واهتمام الناس بنمط الحياة الصحي، أصبح هناك الكثير من التساؤلات حول تأثير القهوة على الصحة. يتساءل الكثيرون عن الفرق بين القهوة العادية والقهوة منزوعة الكافيين، وأيهما هو الخيار الأفضل بالنسبة للصحة والنوم والحمل، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة لكل منهما.

دراسة مقارنة بين القهوة العادية ومنزوعة الكافيين

الدكتورة مها سيد، أخصائية التغذية العلاجية، توضح أن الاختيار بين القهوة العادية والقهوة منزوعة الكافيين يعتمد على الاحتياجات الشخصية، فلكل نوع ميزاته وتأثيراته على الصحة. في هذا المقال، نستعرض مقارنة شاملة بين النوعين من عدة جوانب: الصحة العامة، تأثيرهم على النوم، تأثيرهم النفسي، تأثيرهم أثناء الحمل، وآثارهم الجانبية المحتملة.
أحيانا أنا أحيانا أنت الحلقة 36

الفرق الأساسي: الكافيين

تحتوي القهوة العادية على مادة الكافيين الطبيعية، التي تمنحها تأثيرها المنبه. في المتوسط، يحتوي كل كوب من القهوة العادية على ما بين 70 إلى 140 ملغم من الكافيين. أما القهوة منزوعة الكافيين، فهي تُعالج لتقليل نسبة الكافيين فيها بنسبة تصل إلى 97%، مما يعني أن كمية الكافيين المتبقية تتراوح بين 2 إلى 7 ملغم في الكوب.

التأثير على الصحة العامة

القلب وضغط الدم

تشير الدراسات إلى أن تناول القهوة العادية بشكل معتدل لا يسبب ارتفاعًا دائمًا في ضغط الدم، ولكن قد يرفع الضغط مؤقتًا، خاصة لدى الأشخاص الحساسين لمادة الكافيين. بينما تعتبر القهوة منزوعة الكافيين أكثر أمانًا من حيث تأثيرها على ضغط الدم، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم.

الكبد والسكري

تشير الأبحاث إلى أن كلا النوعين من القهوة قد يكون لهما تأثير إيجابي على صحة الكبد، حيث يقللان من مخاطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية والسرطان. لكن معظم الدراسات كانت تركز على القهوة العادية، مما يجعل الأدلة لصالحها أقوى. بالإضافة إلى ذلك، تشير دراسات إلى أن تناول القهوة بانتظام، سواء العادية أو منزوعة الكافيين، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري.

التأثير على النوم والجهاز العصبي

القهوة العادية

تُعرف القهوة العادية بتأثيرها المنبه القوي، مما يجعلها مثالية لشربها في الصباح أو أثناء فترات التركيز. ومع ذلك، قد تسبب الأرق أو اضطرابات النوم إذا تم تناولها في وقت متأخر من اليوم، خصوصًا لمن لديهم حساسية تجاه الكافيين.

القهوة منزوعة الكافيين

تأثيرها على الجهاز العصبي خفيف نظرًا لكمية الكافيين الضئيلة، لذا فهي خيار ممتاز للاستهلاك في المساء أو قبل النوم، ولمن يرغبون في تقليل التوتر العصبي.

التأثير النفسي والمزاجي

الكافيين يعتبر مادة منشطة تعزز إفراز الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى تحسين المزاج وزيادة اليقظة. بينما القهوة العادية تعطي دفعة نفسية وطاقة لحظية، قد تسبب القلق أو التوتر عند الإفراط في تناولها. على العكس، القهوة منزوعة الكافيين لا تُعطي التأثير النفسي القوي نفسه، لكنها قد تبعث على الاسترخاء دون آثار جانبية مزعجة.

الحمل والرضاعة

توصي معظم الجهات الصحية النساء الحوامل بتقليل الكافيين إلى أقل من 200 ملغم يوميًا، نظرًا لارتباطه بزيادة خطر الإجهاض أو انخفاض وزن الجنين. وبالتالي، يُنصح بتقليل استهلاك القهوة العادية أثناء الحمل، بينما تعتبر القهوة منزوعة الكافيين خيارًا أكثر أمانًا، على الرغم من ضرورة عدم الإفراط في تناولها أيضًا.

المذاق والرائحة

تحتفظ القهوة العادية بنكهتها القوية ورائحتها المميزة، بينما القهوة منزوعة الكافيين قد يكون مذاقها أخف أو مختلف قليلاً بسبب عمليات إزالة الكافيين، وهذا ما لا يفضله بعض عشاق القهوة التقليديين.

الآثار الجانبية

القهوة العادية قد تسبب:

  • الأرق.
  • سرعة ضربات القلب.
  • القلق.
  • الإدمان أو الاعتياد على الكافيين.

أما القهوة منزوعة الكافيين، فرغم ندرة آثارها الجانبية، إلا أنها قد تحتوي على بقايا من المواد الكيميائية المستخدمة في عملية نزع الكافيين، مما يثير الجدل أحيانًا حول سلامتها.

التوافر والتكلفة

القهوة العادية أكثر انتشارًا وأسعارها في المتناول، بينما القهوة منزوعة الكافيين غالبًا أغلى قليلًا، وأقل توفرًا في بعض المناطق.