-

علاج القولون العصبي وأهمية النظام الغذائي

(اخر تعديل 2025-07-14 04:23:30 )

علاج القولون العصبي وأهمية النظام الغذائي

يُعتبر علاج القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome - IBS) من أبرز الاضطرابات التي تصيب الجهاز الهضمي، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة النساء. يظهر هذا الاضطراب في شكل مجموعة متنوعة من الأعراض المزعجة مثل آلام البطن، الانتفاخ، الغازات، الإسهال أو الإمساك، أو حتى التناوب بينهما، دون وجود سبب عضوي واضح. على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لهذا الاضطراب، إلا أن تعديل النمط الغذائي يعد من أهم الوسائل الفعالة للتحكم في الأعراض وتحسين جودة حياة المرضى.

أهمية الأنظمة الغذائية في علاج القولون العصبي

تشير الدكتورة مها سيد، أخصائية التغذية العلاجية، إلى أن العديد من الدراسات تؤكد على الدور المحوري للنظام الغذائي في تخفيف أعراض القولون العصبي. فبعض الأطعمة قد تؤدي إلى تهيج الأمعاء وتفاقم الأعراض، بينما يمكن لأطعمة أخرى أن تساعد في تهدئة القولون وتحسين عملية الهضم. لذلك، من الضروري اتباع نظام غذائي مناسب يتماشى مع طبيعة الأعراض الفردية للمريض، مع تجنب الأطعمة المثيرة للقولون.

نظام “الفودماب” (FODMAP) المنخفض: الأساس العلمي والغذائي

يعد نظام "الفودماب" المنخفض من أشهر الأنظمة المتبعة في علاج القولون العصبي، وقد أثبتت فعاليته في تقليل الأعراض بشكل كبير لدى الكثير من المرضى.

ما هو الفودماب؟
FODMAP هو اختصار لمجموعة من الكربوهيدرات القصيرة السلسلة القابلة للتخمير، والتي تشمل:

  • السكريات الثنائية مثل اللاكتوز (الموجود في الحليب ومشتقاته).
  • السكريات الأحادية مثل الفركتوز (الموجود في العسل والفواكه).
  • السكريات قليلة التعدد مثل الفركتان (الموجودة في القمح، البصل، والثوم).
  • البوليولات مثل السوربيتول والمانيتول (الموجودين في بعض الفواكه والمحليات الصناعية).

تُعَد هذه المكونات صعبة الهضم لدى بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى تخمرها في الأمعاء وإنتاج الغازات، وبالتالي الشعور بالانتفاخ والمغص.
إذا خسر الملك الحلقة 5

كيفية اتباع نظام الفودماب المنخفض:

يتكون نظام الفودماب المنخفض من ثلاث مراحل رئيسية:

  1. الاستبعاد: تجنب جميع الأطعمة الغنية بالفودماب لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع.
  2. الإعادة التدريجية: إدخال نوع واحد من الفودماب تدريجيًا لتحديد مدى تحمل الجسم له.
  3. الصيانة: تصميم نظام غذائي شخصي طويل الأمد يعتمد على الأطعمة التي يمكن للجسم تحملها دون ظهور الأعراض.

أنواع الأطعمة المسموح بها والممنوعة في القولون العصبي

أولًا: الأطعمة الممنوعة أو التي يُنصح بتقليلها

  • الأطعمة الغنية بالدهون والمقلية.
  • الكافيين (مثل القهوة والشاي الأسود).
  • الأطعمة الحارة والمبهّرة.
  • مشتقات الحليب (في حالة عدم تحمل اللاكتوز).
  • البقوليات (كالعدس والفاصوليا والحمص).
  • الكرنب، القرنبيط، والبروكلي (في حال تسببها بالغازات).
  • المشروبات الغازية.
  • المحليات الصناعية (كالأسبرتام والسوربيتول).

ثانيًا: الأطعمة الموصى بها

  • الخضروات سهلة الهضم مثل الجزر، الكوسة، والبطاطس المسلوقة.
  • الفواكه منخفضة الفودماب مثل الموز، الفراولة، العنب، والكيوي.
  • الحبوب الخالية من الجلوتين مثل الشوفان، الأرز البني، والكينوا.
  • البروتينات الخالية من الدهون (كالأسماك والدواجن).
  • الزبادي الخالي من اللاكتوز.
  • الأعشاب الطبيعية مثل النعناع، الزنجبيل، واليانسون، لتهدئة الأمعاء.

نصائح غذائية هامة للمصابين بالقولون العصبي

  • تناول وجبات صغيرة ومنتظمة: تقسيم الطعام إلى 4 أو 5 وجبات صغيرة يقلل الضغط على الجهاز الهضمي.
  • مضغ الطعام جيدًا وببطء: يساعد في تحسين الهضم وتقليل احتمالية الانتفاخ.
  • شرب كميات كافية من الماء: يُفضل شرب 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا لتحسين حركة الأمعاء، خاصة في حالات الإمساك.
  • تجنب الأكل المتأخر قبل النوم: يُفضل تناول آخر وجبة قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
  • تسجيل يوميات الطعام: يمكن أن يساعد تدوين الطعام اليومي في اكتشاف الأطعمة المهيجة وتجنبها.

أهمية استشارة أخصائي تغذية

من الضروري أن يتم اتباع الأنظمة الغذائية لعلاج القولون العصبي تحت إشراف أخصائي تغذية أو طبيب مختص، نظرًا لأن كل حالة تختلف عن الأخرى. فبعض المرضى قد يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز فقط، بينما يعاني آخرون من حساسية تجاه الغلوتين، وهناك من يحتاجون لنظام مخصص تمامًا. بالإضافة إلى ذلك، لا يُنصح بالاعتماد على قوائم عامة دون تقييم شخصي للحالة، حيث قد يؤدي ذلك إلى نقص بعض العناصر الغذائية المهمة.