كيف يعمل مخ الإنسان؟
يُعتبر مخ الإنسان بمثابة الحاسوب العملاق الذي يقوم بجمع ومعالجة المعلومات بشكل مستمر من العالم المحيط بنا. في كل لحظة، يتلقى دماغنا كمًا هائلًا من المعلومات، ولكن هل تساءلت يومًا كيف يقوم بتحديد ما يجب تذكره وما يجب نسيانه؟ ولماذا تظل بعض الذكريات عالقة في أذهاننا بينما تتلاشى أخرى؟
آلية عمل الدماغ في معالجة المعلومات
يعمل مخ الإنسان على جمع المعلومات وتصفيتها وتخزينها بطريقة تُشكّل هوية الفرد. يتضمن هذا العملية عدة خطوات، بدءًا من جمع المعلومات عبر الحواس الخمسة: البصر، السمع، اللمس، التذوق، والشم. هذه الحواس تلعب دورًا أساسيًا كمرسل للمعلومات إلى الدماغ.
على سبيل المثال، عندما ترى زهرة جميلة أو تسمع صوت بوق عالٍ، تتواصل عيناك وأذناك مع المراكز الحسية في الدماغ، مما يساعدك على تفسير هذه البيانات غير المعالجة وفهم العالم من حولك. هذه العملية تُعتبر مدخلاً حسيًا فوريًا تقريبًا.
الأمل لا يمكن تقييده مدبلج الحلقة 45
كيف يحدد الدماغ ما هو مهم؟
في عالم مليء بالمعلومات، كيف يقرر الدماغ ما هو المهم؟ هنا يأتي دور نظام التنشيط الشبكي (RAS)، الذي يعمل كمرشح للمعلومات الأكثر صلة. على سبيل المثال، إذا كنت في حفلة صاخبة وسمعت شخصًا ينادي باسمك، ستلاحظ ذلك على الفور، لأن دماغك مصمم للتركيز على الأمور المهمة مثل اسمك أو المواقف العاطفية.
دور العواطف في تشكيل الذكريات
هل لاحظت كيف تكون بعض الذكريات محفورة في الذاكرة بينما تتلاشى أخرى؟ هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعواطف. فعندما نشعر بالسعادة أو الحزن أو الخوف، يُفرز الدماغ مواد كيميائية مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي تعمل كإشارة للدماغ لتحديد ما هو مهم. ولهذا السبب، نحن أكثر عرضة لتذكر أحداث معينة مثل أول أداء مدرسي بدلاً من يوم عادي في العمل.
لماذا ننسى بعض الأشياء؟
النسيان ليس بالضرورة أمرًا سلبيًا؛ بل هو طريقة الدماغ للحفاظ على كفاءته. فكر بالأمر كما لو كنت تنظف خزانتك. يتخلص الدماغ من المعلومات التي يعتبرها غير مهمة ليتيح المجال لبيانات جديدة ومفيدة. على سبيل المثال، قد لا تتذكر ما تناولته على الغداء قبل أسبوع، إلا إذا كانت تلك الوجبة مميزة. يساعدنا النسيان أحيانًا على كبت الذكريات المؤلمة كآلية للتكيف، مما يحمي صحتنا العقلية.