-

ارتفاع حالات سرطان الشباب: الأسباب والمخاطر

(اخر تعديل 2025-04-11 18:15:30 )

ارتفاع حالات السرطان بين الشباب: ظاهرة مقلقة

يُعتبر التقدم في السن عامل خطر رئيسي للإصابة بالسرطان، حيث تُظهر الإحصائيات أن غالبية حالات السرطان تُشخّص لدى الأفراد بين 65 و74 عامًا. لكن في السنوات الأخيرة، لوحظ ارتفاع ملحوظ ومقلق في ما يُعرف بـ "سرطان الظهور المبكر". يُشير هذا المصطلح إلى السرطانات التي تصيب الشباب، تحديدًا الفئة العمرية بين 18 و49 عامًا، مما يثير قلق المجتمع الطبي والعائلات على حد سواء.

إحصاءات مثيرة للقلق

أفادت الجمعية الأمريكية للسرطان بوجود زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بـ 17 نوعًا من أصل 34 نوعًا من السرطان بين جيل إكس وجيل الألفية. والأسوأ من ذلك، هو تزايد معدلات الوفيات المرتبطة ببعض هذه الأنواع، مما يدق ناقوس الخطر حول صحة الشباب في عصرنا الحالي.

لماذا يزداد انتشار السرطان بين الشباب؟

وفقًا للدكتور ديفيد ليسكا، جراح القولون والمستقيم بمؤسسة "Cleveland Clinic"، لا يوجد تفسير وحيد لهذا الارتفاع، بل هناك عدة نظريات قيد الدراسة. من بين هذه النظريات، يُشير الخبراء إلى ما يُعرف بـ "تأثير مجموعة المواليد"، حيث يُظهر الأشخاص الذين وُلدوا منذ ستينيات القرن الماضي ارتفاعًا مستمرًا في معدلات الإصابة بالسرطان في جميع الدول الصناعية.

يعتقد الدكتور ليسكا أن هناك عوامل بيئية متعددة قد تساهم في هذا الارتفاع، مشيرًا إلى أن التعرض لمواد معينة في تلك الحقبة الزمنية قد أثر على صحة الأجيال اللاحقة. كما يشير الخبراء إلى وجود علاقة بين وباء السمنة والزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة بالسرطان المبكر، حيث تُعتبر السمنة ونمط الحياة الخامل من عوامل الخطر المعروفة.

ومع ذلك، يؤكد الدكتور ليسكا أنه لا يمكن اعتبار السمنة العامل الوحيد، حيث يوجد العديد من الشباب المصابين بالسرطان الذين يتمتعون بنمط حياة نشط ووزن صحي.

أنواع السرطان الأكثر شيوعًا لدى الشباب

يُعتبر سرطان الثدي هو الأكثر شيوعًا بين البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، لكن أنواعًا أخرى من سرطانات الظهور المبكر تشهد أيضًا زيادة في معدلات الإصابة، مثل:

  • سرطان عنق الرحم
  • سرطان القولون والمستقيم
  • سرطان الجهاز الهضمي
  • سرطان الغدد الليمفاوية
  • سرطان الجلد (الميلانوما)

يُشير الدكتور ليسكا إلى أن سرطان القولون والمستقيم يمثل السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين البالغين دون سن الخمسين، رغم أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعًا في التشخيص المبكر.

تشخيص السرطان لدى الشباب

يُوصى ببدء فحوصات الكشف عن السرطان في أعمار محددة، لكن غالبًا ما تُكتشف حالات السرطان المبكر في أعمار أصغر من تلك الموصى بها. وفي كثير من الأحيان، لا يتم تشخيص السرطان لدى الشباب من خلال الفحوصات الدورية، بل بناءً على ظهور أعراض تشير إلى احتمال الإصابة بالمرض.

تشمل الأعراض الشائعة التي قد تظهر على الشباب:

  • الإرهاق الشديد
  • فقدان الوزن أو فقدان الشهية غير المبرر
  • الشعور بالضعف العام
  • الشعور بالألم المستمر

تشير الأبحاث إلى أن الشباب غالبًا ما يتأخرون في إبلاغ مقدمي الرعاية الصحية عن هذه الأعراض، مما قد يؤدي إلى تأخر في التشخيص. كما أن الأطباء قد يكونون أقل ميلًا لإجراء اختبارات الكشف عن السرطان عندما تظهر هذه الأعراض العامة على المرضى الشباب، معتقدين أن احتمالية ارتباطها بالسرطان أقل في هذه الفئة العمرية.
آسر الحلقة 10

كيفية تقليل خطر الإصابة بالسرطان لدى الشباب

على الرغم من أنه لا توجد طريقة مضمونة لتجنب الإصابة بالسرطان، إلا أن هناك عدة خطوات يمكن أن يتخذها الشباب لتقليل خطر الإصابة بالسرطان المبكر، منها:

  • اتخاذ إجراءات استباقية: مثل الحصول على لقاحات مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وإجراء فحوصات الكشف عن السرطان عند بلوغ العمر الموصى به.
  • معرفة التاريخ العائلي المرضي: يساعد في تحديد إرشادات الفحص الخاصة بكل فرد.
  • اتباع نمط حياة صحي: يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب الأطعمة المصنعة، والامتناع عن التدخين.

ختامًا، يجب على الشباب أن يكونوا واعين لصحتهم وأن يتخذوا خطوات إيجابية للحفاظ على نمط حياة صحي والبحث عن الرعاية الطبية عند الحاجة.