التسمم الغذائي: الأسباب والعلاج والوقاية
على الرغم من أن التسمم الغذائي قد يكون تجربة مزعجة للغاية، إلا أنه لا يشكل عادةً خطرًا على الحياة. حيث يتعافى معظم الأفراد المصابين به خلال أيام قليلة، حتى بدون الحاجة إلى تدخل طبي. ومع ذلك، من المهم فهم هذه الحالة وكيفية التعامل معها.
ما هو التسمم الغذائي؟
التسمم الغذائي هو حالة تحدث نتيجة تناول أطعمة ملوثة أو فاسدة أو سامة. ومن أبرز الأعراض المرتبطة بهذه الحالة الغثيان، القيء، والإسهال. وفقًا لموقع “Healthline” الطبي، يُعتبر التسمم الغذائي شائعًا، إذ يُصاب حوالي 48 مليون شخص سنويًا (ما يعادل شخص واحد من كل سبعة) بنوع من أنواع التسمم الغذائي، مما يستدعي دخول حوالي 128 ألفًا من هؤلاء إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
أعراض التسمم الغذائي
تتنوع أعراض التسمم الغذائي وتختلف شدتها بناءً على مصدر العدوى. الأعراض الشائعة تشمل:
- تقلصات في البطن
- إسهال
- غثيان
- قيء
- فقدان الشهية
- حمى خفيفة
- ضعف عام
- صداع
بعض الأعراض تتطلب عناية طبية فورية، مثل:
- إسهال يستمر لأكثر من ثلاثة أيام
- حمى تتجاوز 38.9 درجة مئوية (102 درجة فهرنهايت)
- صعوبة في الرؤية أو التحدث
- علامات الجفاف الشديد، مثل جفاف الفم، وقلة أو انعدام التبول، وصعوبة الاحتفاظ بالسوائل، والبول الدموي.
تختلف فترة ظهور أعراض التسمم الغذائي بناءً على العامل المسبب للعدوى، وقد تتراوح بين 30 دقيقة وثمانية أسابيع. في معظم الحالات، يتعافى المرضى خلال أسبوع واحد، سواء تلقوا علاجًا أم لا.
الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي
يمكن إرجاع معظم حالات التسمم الغذائي إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
1. البكتيريا
تُعتبر البكتيريا السبب الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي، ومن أشهر الأنواع التي تسبب ذلك: الإشريكية القولونية، الليستيريا، السالمونيلا، والعطيفة. حيث تُعتبر السالمونيلا أكبر مسبب بكتيري لحالات التسمم الغذائي.
2. الطفيليات
على الرغم من أنها أقل شيوعًا من البكتيريا، إلا أن بعض الطفيليات المنقولة عبر الغذاء يمكن أن تكون خطيرة. تشمل هذه الأنواع المقوسة الغوندية، والجيارديا، وأنواع مختلفة من الديدان.
3. الفيروسات
تسبب بعض الفيروسات أيضًا التسمم الغذائي، مثل فيروس نورو، وفيروس الروتا، وفيروس التهاب الكبد أ.
تتواجد هذه الكائنات الممرضة في العديد من الأطعمة، ولكن حرارة الطهي عادة ما تقضي عليها. يُعتبر تناول الأطعمة النيئة أحد الأسباب الشائعة للتسمم الغذائي، حيث يمكن أن ينتقل التلوث عبر ملامسة الطعام للبراز أو القيء، خاصة عند تحضير الطعام من قبل شخص مريض دون غسل اليدين.
علاج التسمم الغذائي
يمكن معالجة معظم حالات التسمم الغذائي في المنزل من خلال:
- الحفاظ على رطوبة الجسم: يُنصح بتناول السوائل بكثرة، مثل المشروبات الرياضية وعصير الفاكهة.
- تناول الأدوية: يمكن استخدام الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية للمساعدة في إدارة الأعراض، لكن يُفضل استشارة الطبيب أولاً.
- الراحة: الحصول على قسط كافٍ من الراحة مهم للتعافي.
- العلاج في الحالات الشديدة: قد تتطلب الحالات الشديدة تلقي السوائل الوريدية في المستشفى.
ما يجب تناوله وتجنبه
يُنصح بتجنب الأطعمة الصلبة حتى تتوقف أعراض الإسهال والقيء، ثم العودة تدريجيًا إلى النظام الغذائي المعتاد. يُفضل تناول أطعمة سهلة الهضم مثل:
- البسكويت المملح
- الخبز المحمص
- الجيلاتين
- الموز
- الأرز
- الخضراوات المسلوقة
يجب تجنب منتجات الألبان، الأطعمة المقلية، والغنية بالتوابل، بالإضافة إلى الكافيين والكحول.
عائلة شاكر باشا الحلقة 13
عوامل الخطر للإصابة بالتسمم الغذائي
يمكن لأي شخص أن يُصاب بالتسمم الغذائي، ولكن بعض الفئات تكون أكثر عرضة للخطر، مثل:
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة
- النساء الحوامل
- كبار السن (65 عامًا فأكثر)
- الأطفال الصغار (دون سن الخامسة)
طرق الوقاية من التسمم الغذائي
تُعتبر الطريقة المثلى للوقاية من التسمم الغذائي هي التعامل الآمن مع الطعام. من الإجراءات الوقائية الهامة:
- غسل اليدين جيدًا قبل طهي الطعام أو تناوله.
- التأكد من تخزين الطعام بشكل صحيح.
- طهي اللحوم والبيض جيدًا.
- تعقيم الأسطح والأدوات التي تلامس الأطعمة النيئة.
- غسل الفواكه والخضروات جيدًا قبل تناولها.
من المهم الانتباه إلى أن بعض الأطعمة مثل اللحوم والدواجن والبيض تكون أكثر عرضة للتسبب في التسمم الغذائي إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.