الاكتئاب: تأثيراته الجسدية والنفسية المذهلة
الاكتئاب: أكثر من مجرد شعور بالحزن
الاكتئاب ليس مجرد حالة عقلية تؤثر على مشاعر الفرد، بل هو حالة معقدة تؤثر بشكل عميق على الجوانب الجسدية المختلفة في الجسم. من صحة القلب إلى الجهاز المناعي، يمكن أن يكون للاكتئاب تأثيرات بعيدة المدى على جودة الحياة.
ما هو الاكتئاب؟
قد يمر كل منا بفترات من الحزن أو القلق، وهي مشاعر طبيعية تمامًا. ولكن عندما تستمر هذه المشاعر لأكثر من بضعة أسابيع، فقد تكون علامات الاكتئاب، بحسب ما يشير إليه موقع "Healthline" الطبي.
الاكتئاب السريري، إذا تُرك دون علاج، يمكن أن يؤثر سلباً على الحياة اليومية للفرد، مما يؤدي إلى مشاعر إضافية من اليأس وفقدان الأمل.
للتشخيص بمرض الاكتئاب، يجب أن يعاني الشخص من خمسة أعراض على الأقل لمدة تزيد عن أسبوعين.
الكذبة الحلقة 17
تأثيرات الاكتئاب على الجهاز العصبي المركزي
الاكتئاب له تأثيرات عميقة على الجهاز العصبي المركزي. وكثير من الأعراض يمكن أن تُعتبر عابرة أو غير مهمة، مما قد يجعل من الصعب التعرف عليها، خاصةً عند كبار السن الذين قد يُفسرون التغيرات المعرفية كجزء من التقدم في العمر.
كبار السن الذين يعانون من الاكتئاب قد يجدون صعوبة أكبر في التذكر والاستجابة خلال الأنشطة اليومية مقارنة بالبالغين الأصغر سناً.
تتضمن أعراض الاكتئاب مشاعر الحزن العميق والشعور بالذنب، وقد يشعر البعض بفراغ داخلي أو يأس لا يمكن وصفه بالكلمات.
قد يعاني الشخص أيضًا من تعب دائم، صعوبة في النوم، وإلى جانب ذلك، تشمل الأعراض الأخرى:
- التهيج
- الغضب
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المبهجة
- الصداع
الألم الجسدي المزمن قد يكون أيضًا نتيجة للاكتئاب، وقد لا تستجيب هذه الآلام للأدوية. في بعض الأحيان، ترتبط هذه الأعراض بحالات عصبية مثل مرض الزهايمر أو الصرع.
الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يجدون صعوبة في الحفاظ على جدول عمل منتظم، مما يؤثر على التزاماتهم الاجتماعية، بسبب تشتت الانتباه وصعوبة اتخاذ القرارات.
قد يتجنب الشخص المصاب بالاكتئاب التحدث عن مشاعره، ويجد نفسه محاطًا بأفكار الموت أو إيذاء النفس، مما يزيد من خطر الانتحار إلى 5-8% بين الأفراد الذين يعانون من اضطرابات عقلية.
تأثيرات الاكتئاب على الجهاز الهضمي
على الرغم من أن الاكتئاب يُعتبر في الغالب حالة صحية عقلية، إلا أنه يؤثر أيضًا بشكل كبير على شهية الفرد وتغذيته. بعض الأشخاص يتعاملون مع الاكتئاب عن طريق الإفراط في تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية مرتبطة بالسمنة مثل السكري من النوع الثاني.
في المقابل، قد يفقد البعض شهيتهم تمامًا، مما يؤدي إلى حالة تُعرف بفقدان الشهية الشيخوخي، والتي تزداد شيوعاً لدى كبار السن.
مشاكل الأكل يمكن أن تؤدي إلى عدد من الأعراض، مثل:
- آلام المعدة
- تقلصات
- إمساك
- سوء التغذية
الأدوية وحدها لن تحسن الأعراض إذا لم يكن هناك نظام غذائي صحي، فالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات قد تعطي شعورًا مؤقتًا بالراحة، لكن تأثيرها غالبًا ما يكون عابرًا.
لذا، من الضروري الحفاظ على نظام غذائي متوازن أثناء مواجهة الاكتئاب، لضمان عمل الناقلات العصبية بشكل صحيح.
تأثيرات الاكتئاب على الجهاز القلبي الوعائي والجهاز المناعي
الاكتئاب مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتوتر، حيث تؤدي هرمونات التوتر إلى تسريع ضربات القلب وتضييق الأوعية الدموية، مما يضع الجسم في حالة طوارئ مستمرة. على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى أمراض القلب.
هناك ارتباط قوي بين الاكتئاب ومشاكل القلب والأوعية الدموية أكثر من الارتباط بعوامل أخرى مثل:
- التدخين
- مرض السكري
- ارتفاع ضغط الدم
- ارتفاع نسبة الكوليسترول
الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و79 عامًا والذين يعانون من اكتئاب خفيف إلى شديد يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية خلال عشر سنوات. بينما الأشخاص الأصغر سنًا، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا، يواجهون خطرًا أكبر مدى الحياة.
الاكتئاب قد يؤثر أيضًا سلبًا على الجهاز المناعي، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض. تشير الأبحاث إلى وجود صلة محتملة بين الالتهاب والاكتئاب، رغم أن التفاصيل لا تزال غير واضحة.
الالتهاب يمكن أن يرتبط بالعديد من المشاكل الصحية، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن العوامل المضادة للالتهابات قد تفيد بعض الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.